أصبحت الشيكولاتة ضيفا رئيسيا في جميع دول العالم بل انها اصبحت تحتل مرتبة اقتصادية متقدمة وسط عالم الاقتصاد والمال حيث تقدر قيمة صناعة الشيكولاتة علي مستوي العالم بأكثر من 41.6 مليار دولار، وتعتبر الدول الأوروبية من أكبر الدول المنتجة والمستهلكة للشيكولاتة، في نفس الوقت، بل هي في مقدمة دول العالم من حيث اتقان هذه الصنعة، حتي أصبحت شهرة شيكولاتة سويسرا تضاهي شهرة ساعاتها، لذا يحتفظ السويسريون بالكثير من أسرار هذه الصناعة، وقد اشتهرت أيام الاتحاد السوفييتي السابق قصة جاسوس قبضت عليه سويسرا محاولاً التوصل إلي أسرار صناعة الشيكولاتة لكي ينقلها إلي بلاده. وفي عالم الشيكولاتة لكل دولة أفضلياتها من المنتجات التي تتفاوت بحسب الذائقة لديها، كما أن لكل دولة نسبة استهلاك تتناسب مع حب شعبها لهذه المادة وقدرته علي شرائها، وإهدائها للآخرين، في نفس الوقت. ففي سويسرا، مثلا، يستهلك الفرد من منتجات الشيكولاتة حوالي 12 كيلوجراماً سنوياً، وفي إنجلترا يستهلك حوالي 9 كيلوجرامات، وينحدر هذا الاستهلاك للفرد في فرنسا إلي 7.5 كيلوجرام، أما بالنسبة لأسواق بلدان أوروبا الشرقية، فتعتبر صناعة الشوكولا ناشئة وحديثة العهد.ووفقاً لإحدي الدراسات التي أجريت في الولاياتالمتحدة، فإن 52% من الأمريكيين يعتبرون الشيكولاتة مفضلة لديهم عن بقية الحلويات، ويبلغ متوسط استهلاك الفرد سنويا 5.4 كيلوجرام. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها انه منذ الربع الأخير من القرن الماضي، بدأت آسيا تدق أبواب الاستهلاك الرئيسي للشيكولاتة، لاسيما اليابان وكوريا، حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد 2 كيلوجرام سنويا، بينما لا يتجاوز معدل استهلاك الفرد في الصين 100 جرام فقط، في حين يستهلك الشخص الواحد في روسيا قرابة 4 كيلوجرامات مشيرة إلي أن سوق الشيوكولاتة الصيني الذي يبلغ حجمه 922 مليون دولار، شجع كبري شركات إنتاج الشيكولاتة في العالم لاقتحام سوق صناعة الشيكولاتة في الصين، والذي تهيمن عليه الشركات الأجنبية، حيث يزيد نموه بمعدل 15% سنويا، الأمر الذي يجعل هذه الشركات تتحمل خسائر كبيرة لسنوات طويلة علي أمل جني الأرباح مستقبلاً، وقامت شركة "باري كاليبو" التي تعتبر من كبري الشركات المنتجة للشيكولاتة السويسرية، بنقل مقرها الآسيوي من سنغافورة إلي الصين في يناير من العام الماضي. واشارت (شينخوا) الي ان سوق الشيكولاتة تعرض مؤخرا، للركود نتيجة الأزمة المالية العالمية إذ كشف اتحاد صناعة الحلويات في ألمانيا في أغسطس 2008، ان كمية مبيعات الحلويات والشيكولاتة في أوروبا قد ارتفعت بنسبة لم تتجاوز 2.3%، فقط، من يناير وحتي يوليو من عام 2008م، لتصل إلي 632.200 طن، في حين ارتفع حجم المبيعات بنسبة 5.4%، ليصل إلي 4.283 مليار يورو، وهذا مؤشر جديد علي أن الأسواق الأوروبية تعاني من انخفاضا في نسب النمو نتيجة تزايد الإنتاج وتراجع الاستهلاك نسبيا، من جهة، وتأثرا بحالة الركود الاقتصادي التي تعانيها هذه الدول، من جهة أخري، وهذه الأسباب مجتمعة حدت بصانعي الشيوكولاتة الأوروبيين إلي البحث عن أسواق تشهد تسارعاً في نمو الطلب علي الشيكولاتة، وفي مقدمتها أسواق الشرق الأوسط، في ضوء انفتاح هذه الأسواق أمام الشركات الأجنبية. وفي محاولة طريفة وفريدة من نوعها لمواجهة تأثير ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض وامتداد الطقس الدافيء لأكثر أيام العام علي صناعة الشيكولاتة بدأت شركة "باري كاليبوت" لصناعة الشيكولاتة السويسرية في تصنيع نوعية من الشيكولاتة قادرة علي الصمود بوجه حرارة تصل إلي 55 درجة مئوية قبل أن تذوب. وثمة أكثر من ذلك، فهذه الشيكولاتة قليلة السعرات الحرارية أيضا!. وتستهدف الشيكولاتة الجديدة المقاومة للحرارة التي أطلقت الشركة عليها اسم "فولكانو" (بركان) خاصة الأسواق التي لا تتمتع بشبكات تبريد جيدة، أو ذات المناخ الأشد حرارة مثل الصين والهند وأوروبا الجنوبية وجنوب الولاياتالمتحدة وأمريكا اللاتينية. ويوضح هانز فراينز رئيس قسم الابتكار في الشركة أن هذا التطور من الأهمية بمكان إذا ما أخذنا في الاعتبار حجم الاتجار العالمي بالشيكولاتة، حيث صدرت سويسرا في عام 2008 وحده 111 ألفا و494 طنا من الشيكولاتة بقيمة 924 مليون فرنك سويسري (869 مليون دولار)، إضافة إلي 73475 طنا من الشيكولاتة بيعت محليا بقيمة توازي 894 مليون فرنك، وفق أرقام اتحاد صانعي الشيكولاتة السويسرية "شوكوسويس". وتتوزع معظم الصادرات السويسرية من الشيكولاتة بين بريطانيا وكندا وفرنساوألمانيا. وفي تقرير قدمته شركة "إيه سي نيلسون" للدراسات الاقتصادية، قدرت حجم سوق الشيكولاتة في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 154 مليون دولار وأن هذه السوق الناشئة، حققت عام 2008، نموا قدره 27% قيمة، و14% حجماً، مقارنة بالعام 2007. وقد كشفت دراسة حديثة عن أن سوق الشيكولاتة في دولة الإمارات العربية المتحدة هو سوق نشيط، وأكد 98% من المشاركين في استطلاع الدراسة أنهم يتناولون الشيكولاتة مرة في الأسبوع في أقل تقدير.ولأن المنطقة العربية عموما، ومنطقة الخليج العربي علي وجه الخصوص، تشتهر بتربية النوق والجمال، وتهتم كثيراً بلبنها، لما له من فوائد، قامت شركة إماراتية، بتقديم أول منتج من الشيكولاتة من نوعه في العالم، وهو الشيكولاتة حليب النوق، وتكون بذلك أول شركة في العالم تنتج هذا النوع من الشيكولاتة، وتطرحها في الأسواق، فقد عملت هذه الشركة خلال العامين الأخيرين مع فريق من الخبراء الدوليين، للخروج بهذا المنتج العربي الفريد من نوعه، وبعد اختبار عينات من شيكولاتة حليب النوق، بدأ بيعه لعموم الناس . وفي هذا السياق، قالت جون كوك، مديرة المجموعة لقطاع الأغذية في إدارة المعارض والفاعليات بمركز دبي التجاري العالمي: تشهد سوق الشيكولاتة والحلويات في منطقة الشرق الأوسط نموا متسارعا، يعززه طرح المزيد من منتجات الشيكولاتة المستوردة، وذلك في ظل انفتاح الأسواق أمام الشركات الأجنبية، وتنامي ثقافة استهلاك الشيكولاتة في هذه المنطقة. وعلي صعيد متصل دخلت الصين مجال المنافسة في إقامة معارض الشيكولاتة في محاولة للتفوق علي الدول التي اشتهرت في هذا المجال مثل فرنسا وسويسرا حيث ذكر تقرير لوكالة أنباء (شينخوا) أنه اقيم مؤخرا في العاصمة الصينية بكين أكبر عرض للشيكولاتة في العالم بالقرب من الاستاد الوطني أو عش الطيور حيث تقوم بكين بتحويل الملاعب الاوليمبية إلي مركز إبداعي وثقافي. وقالت تشنج ياوتينج التي تدير المعرض إن ارض العجائب العالمية للشيكولاتة التي تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع والتي بها خمس مناطق مغطاة وموقعان مكشوفان داخل الملعب الأوليمبي في بكين سوف تعرض ما يقرب من ألف مشغول يدوي من الشيكولاتة والحلوي بما في ذلك مستنسخ من اثر اصلي لعدد 560 من مقاتلي الصلصال ونسخة من سور الصين العظيم طولها 10 أمتار. واضافت أن الزائرين بمقدورهم عمل القطع الفنية المصنوعة من الشيكولاتة بمساعدة العمال المحترفين واستهلك المعرض الذي تكلف اكثر من 10 ملايين دولار أمريكي و80 طنا من الشيكولاتة. وسوف يستمر المعرض حتي 10 ابريل عندما يبدأ الطقس في الميل إلي الدفء.