أعلن معلمو مدرسة بورسعيد الثانوية العسكرية اعتصامهم داخل مكتب مدير المدرسة؛ مطالبين اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بالاعتذار عما وصفوه ب«إهانة لهم» خلال زيارته للمدرسة أمام الطلاب. كان المحافظ وبخ المدرسين عبر مكبرات الصوت في طابور الصباح بمدرسة بورسعيد الثانوية العسكرية؛ بسبب غياب عدد كبير من طلاب المدرسة، خاصة الصف الثالث الثانوي، ما اعتبره المدرسون إهانة لهم، وامتنعوا عن دخول الفصول، معلنين إضرابهم عن العمل حتى اعتذار المحافظة بشكل رسمي، لكنه رفض وهدد بإحالتهم للتحقيق في حالة استمرار توقفهم عن العمل. وقالت عبير السيد، إحدى المعلمات، إن كلمات المحافظ بمثابة إهانة لهم، حيث ظل متحدثا عبر الميكروفون المدرسي في طابور الصباح مدة طويلة، عن الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المدرسون، سبقها وصلة طويلة من اللوم والعتاب والإهانة والتوبيخ. وأضافت السيد ل«البديل» إن الإهانة جاءت أمام الطلاب في الطابور المدرسي، ما يتسبب في كارثة عدم تقبلهم أي شيء من المعلم بعد ذلك، حيث ردد بعضهم كلام المحافظ عقب انتهاء الطابور، وسط ضحك وسخرية الجميع، ما دفعهم إلى الاحتجاج والاعتصام بمكتب مدير المدرسة والامتناع عن العمل وإعلان اعتصامهم حتى اعتذار المحافظ لهم بشكل رسمي. وأكد محمد علي، أحد المعلمين، أنهم لن يعودوا إلى العمل، وسيواصلون التصعيد حتى يعتذر لهم المحافظ بشكل رسمي عما بدر منه خلال طابور الصباح وتوبيخه لهم أمام الطلاب في الميكروفون المدرسي، متابعا: «بعد انصراف المحافظ، سمعنا سخرية الطلاب منا». واستطرد: «المحافظ يتكبر علينا، في حين أن الاعتذار من شيم الكبار، ونحن لم نطلب أي شيء سوى الاعتذار لاسترداد جزء من كرامة معلمي الثانوي التي أهينت في طابورالمدرسة»، مهددا بالتصعيد من الاعتصام داخل مكتب مدير المدرسة إلى الإضراب أمام مبنى ديوان عام المحافظة ومديرية التربية والتعليم، حال تجاهلهم. على الجانب الآخر، رفض اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، الاعتذار شكلا وموضوعا؛ لأنه لم يتجاوز معهم، حسب وصفه، مضيفا: «بدلا من مطالبتهم إياي بالاعتذار، عليهم مواصلة عملهم بشكل جاد، بعدما أصبحت المدارس مكانا لتجمع المدرسين في مدرسة دون طلاب». وأشار المحافظ إلى أن غياب الطلاب يصب في مصلحة أباطرة الدروس الخصوصية من المدرسين، فهناك مراكز كبرى توازي المؤسسات التعليمية، تعمل كسناتر دروس بديلا عن المدارس، ويعمل بها غالبية المدرسين، ما يوضح نسبة الغياب الكبرى بين التلاميذ، خاصة بين طلاب الصف الثالث الثانوي، الذي لا يتجاوز عدد الحاضرين أصابع اليد، ليمثل الأمر كارثة يجب البحث والتحقيق فيها.