وعد تنظيم داعش الإرهابي لمدة طويلة أنصاره بخوض معركة مروعة للسيطرة على شمال سوريا، ولكن مقاتلي التنظيم أعلنوا عن فقدانهم لقرية دابق في بضع ساعات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد سيطرة المتمردين السوريين المدعومين من تركيا عليها، وبعدها أعلن مقاتلو التنظيم الإرهابي أنهم سيستعدون لمعركة دابق الحقيقية والتي ستحدث في وقت لاحق. بعد فقدانهم لدابق، بدأت داعش في إعادة التموضع، حيث هنا فقدت أراضي كانت تحت سيطرتها على أرض الواقع، ليس فقط في سوريا، ولكن أيضًا في العراق، فقد بدأ الجيش العراقي حملته لاستعادة مدينة الموصل ومدن أخرى مترامية الأطراف ذات أهمية استراتيجية. فر المئات من مقاتلي التنظيم وأسرهم إلى مدينة الرقة في شمال سوريا خلال الأيام الأخيرة، وفقًا لتصريحات العديد من المدنيين الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم؛ لتجنب الأعمال الانتقامية، وقالوا إن الوافدين يأتون من الموصل، وكذلك دابق والمناطق المحيطة بمدينة حلب، وهم ينتظرون سلطات داعش التي تبحث لهم عن منازل. تضع داعش الآن حجر الأساس الأيديولوجي للحفاظ على جاذبيتها في الظروف الصعبة، حيث إنها عانت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة بسبب المعارك، مما أدى إلى فقدانها العديد من المناطق الإقليمية وهزيمتها. وأوضح ويل ميكانس، مؤلف كتاب داعش نهاية العالم أنه "في الآونة الأخيرة ومع محاصرة دابق من ثلاث جهات من قبل المتمردين المدعومين من تركيا، بدأ أنصار داعش في شرح أسباب قرب المواجهة في دابق وأنها لن تكون المعركة الحاسمة". أشارت وسائل إعلام تابعة لتنظيم داعش إلى أن الشروط الأخرى للمعركة القادمة لم تتحق بعد، مثل ظهور "الجيش الصليبي"، أو المهدي. ومن جانبه قال كارل شارو، مهندس لبناني عراقي، منتقدًا سياسات الشرق الأوسط "نظرًا للظروف غير المتوقعة، تعلن داعش أن معركة نهاية العالم قد تأجلت". لكن بعض المحللين حذروا من أن التحول في لغة التنظيم الإرهابي يمكن أن يكون لمجرد إيجاد مثال على المرونة الواقعية لداعش، ودهاء الإعلان، والبقاء في السلطة. ومع احتدام معركة الموصل يوم الثلاثاء، هناك حديث عن سباق بشأن بدأ حملة مشابهة لاستعادة مدينة الرقة السورية، وهو ما أوضحة وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، قائلًا إن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة عليه الضغط على هذه المدينة في المرحلة المقبلة. نيويورك تايمز