ما بين الإهمال وتعطل الأجهزة واستخدام مواد ممنوعة، تعالت صرخات مرضى الغسيل الكلوى بمحافظة الغربية، وتضاعفت آلامهم، بعدما أصبحت وحدات الغسيل مصدرًا للإصابة بالعديد من الأمراض والفيروسات الكبدية التي تهدد صحة المرضى، بسبب انتشار الحشرات والفئران والحيوانات النافقة بها، فضلًا عن عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية في معظم وحدات الغسيل الحكومية والخاصة على السواء، وتردي حالة النظافة. استغاث خليفة إبراهيم، أحد المرضى بمستشفى بسيون المركزي، لإنقاذه من الموت، قائلًا: في الأيام الماضية شهدت وحدات الغسيل الكلوي بالمستشفى كارثة، بعد استخدام مياه فاسدة نتج عنها حدوث مضاعفات للمرضى وانتشار حالات القيء والغثيان، وسط استغاثات شديدة من المرضى والمرافقين لهم. وأشار الدكتور علاء السيد إسماعيل إلى كارثة أخرى، تتمثل في استخدام مادة «الأستيت» في عملية الغسيل، وهي مادة يحظر استخدامها دوليًّا، وهناك تعليمات من وزارة الصحة بوقف التعامل بها، إلَّا أن بعض المسؤولين بالمستشفيات يستخدمونها، رغم أنها تعمل على تدمير الكلى كلها لدرجة الموت. وقال رضا العشماوي، أحد المرضى: نعاني بمستشفى جناد التي تستخدم مادة الأستيت، والمفروض أن يكون الغسيل الصحيح للكلى بمادة البايكرب، وهي أغلى من الأستيت، "وطبعًا مدير المستشفى مش هيجيب الغالي لمرضى غلابة أمثالنا، وأغلب مرضى المستشفى ما يعرفوش حاجة، وبقالهم كتير بيغسلوا بالمادة المحظورة دوليًّا". وأضاف خالد الفخراني، مريض، أن المشكلة ليست في مادة الغسيل المحظورة فقط، فالأمر أخطر من ذلك، حيث إن وحدة الغسيل كلها في أشد الحاجة إلى عملية إزالة؛ لأنها تشهد إهمالًا في كل شيء، وتنتشر الحيوانات بداخلها، وتابع: "كلمنا المسؤولين عن الغسيل في مديرية الصحة، الدكتورة المسؤولة عن الغسيل قالت لنا ممكن تغسلوا داحل المستشفى المركزي ببسيون بكبسولة «البيكربونات» بشرط نوقف الشكوى، لكن إحنا أهالي القرية ما رضيناش ومش هنسيب حقنا يضيع". وصرخت سماح السيد زوجة، أحد المرضى، من ارتفاع قيمة العلاج قائلة: تكلفة عملية غسيل زوجها بمستشفى الجامعة لمدة أسبوع تجاوزت 10 آلاف جنيه، رغم أنه مستشفى حكومي وليس خاصًّا، ونضطر لنقل المريض 3 مرات أسبوعيًّا من المحلة إلى طنطا لإجراء عملية الغسيل داخل المستشفى التى يوجد بها قسم علاج بالمجان، إلَّا أن إدارة المستشفى تجبرنا على دفع 300 جنيه كل مرة، كما يطلبون منا شراء قسطرة ثمنها 450 جنيهًا في يومين، والعلاج كله من الخارج، مضيفة: "الغلابة لا يشعر بهم أحد، والمرضى يواجهون الموت داخل وحدات الغسيل، ورغم الشكوى إلَّا أن المسؤولين لا يراعون ضمائرهم، ولا يؤدون واجبهم كما ينبغي". من جانبه قال الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية: هناك لجان متابعة تفتش على وحدات الغسيل الكلوي، لكن تنقصنا الجودة والتدريب والتطوير، ونفى استخدام مادة الأستيت داخل وحدات الغسيل بمستشفيات الغربية، لكونه محرمًا دوليًّا، موضحًا أنه تمت مخاطبة جميع المستشفيات بعدم استخدام الأستيت وتوفير البديل من كبسولة البيكربونات. يذكر أن الرقابة الإدارية بالغربية شنت حملة موسعة على وحدات الغسيل الكلوي بمستشيفيات طنطا والمحلة والسنطة وبسيون، وقامت بالتفتيش على وحدات ومراكز الغسيل الكلوي؛ للتأكد من وجود مشرف وفني لتلك الوحدات، ومدى التزامها بالطرق الوقائية، والفصل بين المرضى، وفحص جميع المستندات الدفترية الخاصة بالمرضى ومدى مطابقتها بالواقع، وتبين من خلال الجولة سوء حالة النظافة ووجود بعض الحشرات والفئران بمستشفى المنشاوي بطنطا، وتعطل وتوقف 22 ماكينة غسيل كلوي، ونحو 22 ماكينة تحتاج لصيانة بالمحلة، وسوء أداء الخدمة للمواطنين بوحدة بسيون. وكشفت الحملة عن وجود بعض الحيوانات النافقة والفئران بمستشفى المنشاوي العام، وبوحدة الغسيل الكلوي بمستشفى الأمريكان بطنطا تتراكم كميات كبيرة من النفايات داخل غرفة صغيرة، وأسفرت الحملة عن إعفاء العديد من رؤساء وحدات الكلى الصناعي بمراكز المحافظة من أعمال وظيفتهم وإحالتهم للتحقيق؛ بسبب الإهمال، بناء على تقرير جهاز الرقابة الإدارية.