اتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكيةروسيا، رسميا، بقرصنة موقع اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، بهدف التدخل في السباق الرئاسي والهيمنة عليه، بما يشير إلى أن التدهور الكبير في العلاقات الأمريكية الروسية سيكون تحديا لهيلاري كلينتون، التي بدأت الحديث عن القرصنة الروسية في يناير الماضي. في الأسابيع القليلة الماضية، اتخذت العلاقات الروسية الأمريكية المتدهورة منعطفا نحو الأسوأ، وتوقفت الجهود بين الطرفين لمحاولة وقف إطلاق النار في سوريا، وعلقت روسيا مشاركتها في معاهدة الأسلحة النووية، وقدمت الحكومة الروسية شكوى رسمية ضد مسؤول الأممالمتحدة الذي زعم تورط الكرملين مع حملة ترامب، والتي دائما كانت محطا للشك على الرغم من عدم ثبوتها قط. كل هذا يشكل خلفية للبيان المشترك غير المسبوق، يوم الجمعة الماضي، من قبل مدير الاستخبارات الوطنية ووزارة الأمن الداخلي، والذي نص على أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية واثقة من أن الحكومة الروسية قرصنت العديد من رسائل البريد الاليكتروني لأشخاص ومؤسسات الولاياتالمتحدة، بما في ذلك المنظمات السياسية. الأخبار الحقيقية هنا، جاءت منذ أن نشرت ويكليكس، اختراق رسائل البريد الإليكتروني للحزب الديممقراطي، في الصيف الماضي، وكشفت عن التحيز الواضح للحزب ضد بيرني ساندرز، وأشار مسؤولون إلى أن روسيا هي من قامت بعملية القرصنة، وشجعت حملة كلينتون هذا التكهن، وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، يحاول مساعدة ترامب للوصول إلى البيت الأبيض. العلاقات بين كلينتون وروسيا متوترة منذ فترة، فحين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، في عام 2014، قارنت كلينتون ما فعله بوتين بهتلر خلال فترة الثلاثينات، وهو التعليق الذي لم يلق استقبالا حسنا في بلد ضحى الملايين من شعبه بأرواحهم ضد النازيين. علاقة كلينتون تاريخيا مع روسيا أكثر تعقيدا، حين كانت هيلاري كلينتون، وزيرة لخارجية أوباما، انزعج الروس من تدخل الولاياتالمتحدة في ليبيا عام 2011، وكانت كلينتون من أبرز المعارضين لاستخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي، وفي عام 2012 ومع الإطاحة بالقذافي، عاد بوتين إلى رئاسة روسيا، ومنذ ذلك الحين، اشتبك مع إدارة أوباما وسياستها الخارجية. سياسة كلينتون، الخارجية تتفق في الغالب مع سياسة أوباما، وفي سوريا، دعت كلينتون لمزيد من الدعم للمعارضة السورية، وهو ما يخالف رغبة روسيا، وهنا ستواجه كلينتون، حال توليها رئاسة الولاياتالمتحدة، روسيا بشكل مباشر، ومن الممكن أن تزداد الأمور سوءا. الجارديان