في يوم العاشر من رمضان، الموافق 6 أكتوبر، بدأت مصر وسوريا عملية عسكرية ضد القوات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان. بدأت الحرب في الساعة 02:05 مساء، حيث الهجوم القوي من القوات الجوية المصرية والسورية على القواعد الجوية الإسرائيلية والمواقف الأرضية، وفي 22 أكتوبر تم وقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة. حرب رمضان أو كما يسميها الإسرائيليون "حرب يوم الغفران" كانت مشابهة لفترة الحرب الثانية بين الهندوباكستان التي بدأت في 6 سبتمبر 1965. كان الرئيس المصري أنور السادات يخطط للحرب منذ عام 1971، ولكن اندلاع الحرب الثالثة بين باكستانوالهند غيَّر خططه، وهناك العديد من الدروس التي يمكن استخلاصها من حرب أكتوبر. الهزيمة في حرب تقود في كثير من الأحيان إلى حرب جديدة. قال حاييم هرتسوج، الرئيس السابق لإسرائيل "النصر العسكري الرائع لإسرائيل في عام 1967 قاد إلى وهم السلطة في الجانب الإسرائيلي، وشعور عميق بالذل على الجانب العربي"، وما يعكس رضا الإسرائيليين عن أنفسهم، رد رئيس الأركان على سؤال عن التهديد الذي يشكله سلاح الجو المصري، بقوله "أي قوات جوية مصرية؟"، لكن في الحرب قامت القوات الجوية المصرية بدور كبير. تأثير المفاجأة التكتيكية يمكن أن يكون مدمرًا. إنها بمثابة مضاعفة للقوة، وهو ما فعلته إسرائيل مع ضرباتها الجوية الاستباقية في يونيو 1967، وليس من السهل دائمًا تحقيق ذلك، حيث فشلت الطلعات الجوية الباكستانية على الهند في 3 ديسمبر 1973. ولمنع أي مصري من عبور قناة السويس، قامت إسرائيل بتحصين 110 أميال، والمعروف باسم خط بارليف على طول القناة، ووصل ارتفاعه إلى 75 قدمًا في بعض الأماكن، ويتألف من 26 حصنًا، تم هدمها بإنجاز هندسي رائع، في عنصر مفاجأة كبير. تمكن الجنود المصريون من تدمير الخط باستخدام مضخات المياه الألمانية، مما أتاح ل500 دبابة مصرية عبور سيناء. تدرب المصريون سرًّا لست سنوات في الصحراء الغربية لتطوير التقنيات؛ لخلق ستين فتحة على جانبي القناة، وتمكنوا من العبور إلى الضفة الأخرى من القناة في غضون خمس أو ست ساعات، وتوقع السادات 10 آلاف حالة وفاة أثناء عبور القناة، ولكن نجاح خبراء المتفجرات سمح بتحقيق الأهداف وسط وقوع 208 حالات فقط. يرتبط نجاح الحرب في نهاية المطاف بدقة تقديرات المخابرات المصرية حول قدرات العدو ونواياه، حيث زعمت مصر إرسال نحو 50 ألف جندي لأداء العمرة، وبالتالي استبعدت المخابرات الإسرائيلية اندلاع الحرب، حتى إن هنري كيسنجر تم خداعه، حيث ذكر أنه من غير الممكن حدوث شيء في أكتوبر. تمكن آرييل شارون من عبور القناة في 15 أكتوبر، وكان الجيش الثالث المصري في خطر، ولكن الجنرال سعد الدين الشاذلي قام بهجوم مضاد مكن القوات المصرية من الضغط قدمًا في سيناء، والسيطرة على الممرات الرئيسية قبل وصول الاحتياطي الإسرائيلي. لا يمكن لبلدان العالم الثالث تجاهل واقع سياسات القوى العظمى، حيث قامت واشنطن بإرسال ذخائر وأسلحة لإسرائيل على متن طائرتها العملاقة "سي 5 جالاكسي" بقيمة 2.2 مليار دولار، بالإضافة إلى جسر جوي من الدبابات والمدفعيات وطائرات الهليكوبتر؛ للتغلب على الخسائر الإسرائيلية. وردًّا على ذلك رفضت 11 دولة عربية تصدير النفط إلى الولاياتالمتحدة، وهولندا، والبرتغال، وجنوب إفريقيا، وروديسيا، وانتهى الحصار في يناير 1974 عندما وافقت مصر وإسرائيل على وقف الأعمال العدائية. نجح السادات في استعادة سيناء، ولكنه أخطأ في صنع السلام مع إسرائيل. لقد فصل مصر عن العالم العربي بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وحين سافر إلى القدسالمحتلة في 19 نوفمبر 1977، وألقى كلمة في الكنيست، كانت نهايته في 8 أكتوبر 1981، خلال احتفالات أكتوبر، حيث تم اغتياله من ثلاثة جنود مصريين، لفشله في تحرير القدس. كونتر بنش