هل توافقني الرأي؟ أم مازلت تنتظر من النظام الحالي أمارة لتدفعك لاختيار "السيسي" إذ ما قرر أن يرشح نفسه مرة أخرى في انتخابات 2018 القادمة؟. على كل حال إختيارك سينال مني الاحترام ومن كل مَن ينادي بالديموقراطية كآلية تواصل تشكل مفهوم الدولة المدنية التي مازالت غائبة، ولا أبالغ حين أقول أن وجودها يستحيل في هذة الأجواء اللاسياسية. أما عن العالقين بمجموعة المشاريع التي انجزها رأس النظام الحالي ويأخذونها حصن منيع أثناء حواراتهم المتلفزة أو الصحفية ثم ينتقلوا بالحديث عن محاربة الإرهاب والمؤامرات الداخلية والخارجية التي يحبكها أهل الشر على مصر ثم التأرجح على حبل الفساد الموروث وحبل التحديات التي تواجه الوزراء، هؤلاء لا يختلف عملهم عن الرجل الذي يلعب الثلاث ورقات بالموالد، وكل مهاراته يستخدمها في اخفاء "البنت"، وحين يبدأ الرهان ويضع الجمهور الملتف حوله النقود مراهنا على "الحلوه" لا يجدها تحت ورقة نقوده!، ولأن هذا المراهن يطمع في كسب جولة واحدة ليعوض خسارته يراهن من جديد لكنه لم ولن يجد "البنت الحلوه" أبدا. ما يفعله هؤلاء المحيطين بالنظام لا يليق بالشعب المصري الذي خلع مبارك وعزل مرسي حين قرر ذلك، خصوصا وأن مصطلح "المشروع القومي" يتأسس بعد مرحلة تحديد الأولويات الوطنية الضرورية واتفاق كل الأطراف عليها ومن ثم البدء في تنفيذ المهم فالأهم، ويعلم أن ما يتم إنجازه من الممكن أن يقوم به مقاول بدرجة وزير. وعطفا على ذلك، تنتظرنا انتخابات 2018 كرهان أخير لتدفق دماء الثورة في شرايين مصر لخلق واقع يتجلى فيه شعار ثورة المصريين "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية" الذي استبدله النظام الحالي "الشمولي" برؤية 2030 التي لا يعلم عنها المواطن المصري شيئا! أسابيع هي المسافة الزمنية التي تفصلنا عن صناديق الاقتراع وتعدنا بدولة مدنية لا يمكن الوصول لشاطئها بقرار فردي يخرج من شخص واحد وينفذه مجموعة من الوزراء ويبصم عليه أغلب أعضاء البرلمان مقتنعين مثله أنهم عقلاء هذا الوطن وأوصياء على شعبه، بينما تأتي قوتها وعمقها من فتح قنوات التواصل والاتصال بين أفراد الشعب وبين رأس الحكم في تناغم سياسي يسيطر عليه روح الفريق الواحد. لا أمل في نظام مصاب ب"العمى السياسي" لدرجة تسمح له بتكرار أخطاءه في ضوء ما يكتب وينشر ويقال عن اختيار الأكفأ من الشباب للمناصب وخصوصا السياسية منها لكن لا حياة لمن تنادي!.. 2018 الرهان الأخير.