خلال خطاب هيلاري كلينتون في الأسبوع الماضي للأمريكيين، أعلنت بشكل واضح حق الولاياتالمتحدة في السيطرة على العالم بالقوة العسكرية، كما تعهدت بالحفاظ على تلك القوة المهيمنة، ودعم التحالفات العسكرية التي تتمكن من خلالها الإمبريالية الأمريكية من السيطرة على أوروبا والشرق الأقصى، وشن الحرب من جانب واحد حال اقتضاء الضرورة، بغض النظر عن الرأي العام العالمي. خصت كلينتون روسياوالصين كأهداف عسكرية محتملة للولايات المتحدة، رغم أن مثل هذه الصراعات من شأنها أن تشكل خطرًا؛ باعتبارها حربًا نووية. وبعد سرد مزاعم مختلفة بالقرصنة وهجمات على مواقع الإنترنت، بما ذلك اللجنة الوطنية الديمقراطية الروسية، فإن الرئيس القادم للولايات المتحدة سيتعامل مع الهجمات الإلكترونية وأي هجوم آخر، كما سيكون مستعدًّا لردود الأفعال السياسية والاقتصادية والعسكرية الخطيرة. أكدت كلينتون على أن أول إجراءتها بعد تولي المنصب سيكون عمل مراجعة كاملة للقوات النووية الأمريكية، حيث ترى ضرورة استعداد الترسانة الأمريكية النووية لمواجهة التهديدات المستقبلية إن لزم الأمر شن حرب نووية. واستهدفت كلينتون منافسها الجمهوري دونالد ترامب، واتهمته بالتخلي عن التزام طويل الأمد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على إبقاء الولاياتالمتحدة القوة الرائد في العالم. تصور كلينتون نفسها بأنها مستقبل الولاياتالمتحدة، رغم عدم حديثها عن أي تفاصيل بشأن السياسة الخارجية وعدم تطرقها لسوريا وليبيا وأوكرانيا أو دول البلطيق، لكن تؤكد المعلومات أن إدارة كلينتون ستتخذ نهجًا أكثر عدوانية من السابق إذا صعدت لسدة الحكم. وخير دليل على ذلك ما حدث في ليبيا خلال توليها منصب وزيرة الخارجية. الغرض من خطاب كلينتون هو تقديم النهج الأمريكي القادم، حيث إن السياسة العسكرية الأكثر عدوانية والدعوات لزيادة التدخل العسكري كانتا محور خطابها السابق، كما ركزت في حديثها على تحديث أنظمة السلاح، والاستعداد لكافة أنواع الصراع، إضافة إلى أنها تمهد لحروب أكبر، حتى تواجه الصينوروسيا القوتين النوويتين. دون قصد اعترفت كلينتون بحقيقة السياسة الأمريكية المتبعة، عندما تحدثت عن عدم استشارة الشعب قبل الحرب أو السلام، وهو نفس الحال في جميع المسائل السياسية الأساسية. يوضح خطاب كلينتون استمرار الدعم لجهاز الاستخبارات العسكرية، مما دفع اثنين من جنرالات الجيش الأمريكي المتقاعدين، روبرت سينيوالد وديفيد مادوكس، لإصدار بيان مشترك الخميس؛ تأييدًا لكلينتون. انتقدت صحيفة واشنطن بوست خطاب كلينتون، وأوضحت أن سياستها غير قابلة للتطبيق، وتعبر فقط عن موقفها السياسي، لكن خطاب كلينتون يؤكد أن هناك مخاطر واسعة ستواجهها الطبقة العاملة في الولاياتالمتحدة وحول العالم في المستقبل، كما أن الإمبرالية الأمريكية تستعد لتصعيد العنف العسكري، دون اهتمام بأرواح الملايين الذين قد يكونون في خطر. جلوبال ريسيرش