تجاهلت وسائل الإعلام المصرية تكريم دولة المكسيك للعالم المصري الدكتور عبد الفتاح زيدان سالم، وفريقه البحثي الذي اكتشف أحد الأدوية المنتجة من مصادر طبيعية لعلاج الطفيليات وزيادة إنتاجية الحيوانات المزرعية، وهو الاكتشاف الذي حصل على براءة اختراع تم تسجيلها حديثا بمركز براءات الاختراع المكسيكي. وتناولت معظم الجرائد المكسيكية في الفترة الأخيرة خبر الاكتشاف العلمي وإجراء العديد من التجارب على الأبقار والاغنام والماعز في ولاية المكسيك لتقييمه، دون أن تصدر إشارة لهذا الحدث فى الصحف ووسائل الإعلام المصرية. وفي تصريحات خاصة ل"البديل" قال الدكتور عبد الفتاح زيدان، إن المنتج الجديد هو أحد الأدوية المستخلصة من مصادر طبيعية من النباتات المتواجدة في المكسيك والتي أثبتت الأبحاث التي تم نشرها في أقوى المجلات الدولية المُحكمه أهميتها لوجود العديد من المركبات الكيماوية الفعالة بها، والتي لها القدرة على إزالة أنواع عديدة من الطفيليات المعوية في الأغنام والماعز، وكذلك القدرة على زيادة الإنتاجية كمعدل نمو يومي بأكثر من 25%، وزيادة إنتاج اللبن في الأبقار الحلابة بحوالي 15%. وأشار إلى أن المنتج تمت تجربته في العديد من مزارع الأغنام والماعز بولاية المكسيك وثبتت فاعليته وأدى إلى تحسين صحة الماشية وارتفاع إنتاجيتها. الدكتور زيدان، أعرب عن حزنه لأنه لم يستطع استكمال مشواره البحثي بجامعة الإسكندرية، حيث كان المناخ المصري، على مدار عقود، طاردًا للعلماء والمفكرين بسبب قلة الاهتمام وضعف الإمكانات والموارد الموجهة للبحث العلمي، ولأن المحصلة في النهاية هي فقدان مصر للجزء الأعظم من خبرات وطاقات علمائها الذين يشكلون ركائز علمية في العديد من دول العالم، مؤكدا أنه أبلغ السفير المصري بدولة المكسيك بحصوله على براءة الاختراع وأهميته ووعده، بدوره، بإبلاغ الجهات المعنية بالقاهرة لاتخاذ اللازم. وأضاف الدكتور زيدان: يؤسفنى أن أذكر أن تكريم دولة المكسيك لي لم يحظ باهتمام الإعلام أو حتى وزير البحث العلمي، ولم يهتم أحد حتى بإرسال برقية تهنئة، في حين أنه في أى نشاط آخر مثل الرياضة أو الفن يتسابق الجميع للتهنئة والتكريم، وللأسف ده حال مصر، فهي لا تهتم بالعلم ولا العلماء فى حين أننا في أشد الحاجة للاستفادة من علماء الخارج والداخل لتحقيق انطلاقة التنمية وإيجاد الحلول العلمية والتكنولوجية للمشكلات القومية من طاقة وماء وغذاء. وأضاف زيدان أنه تم تكريمه عام 2009 من جامعة كمبريدج على إنجازاته العلمية وحصوله على جائزة واحد من أفضل 100 باحث على مستوى العالم. يذكر إن عدد علماء وأكاديميي مصر المقيمين بالخارج، طبقًا لبيانات اتحاد المصريين بالخارج، يبلغ حوالي 86 ألف عالم وأكاديمي.