أحلام عديدة وتطلعات كثيرة تشهدها الساحة الثقافية ببنى سويف وملفات هامة، من بينها تطوير قصور الثقافة والبدء الفعلي في تنفيذ الأنشطة الثقافية وتنشيط السياحة ومواجهة الارهاب.. قضايا كثيرة تناولها هذا الحوار مع المخرج المسرحي أحمد سوكارنو مدير ثقافة بني سويف.. ما تقييمك للعمل الثقافي من خلال تجربتك كمدير لثقافة بنى سويف منذ شهور وحتى الآن ؟ لا شك أنه يوجد العديد من المشكلات، وأغلبها قابل للحل، ونحتاج لتخصيص مالي للإصلاحات المطلوبة، وأعتقد أننا سنكون أشخاصًا خياليين إذا فكرنا بأن جميع طلباتنا ستنفذ، وذلك لطبيعة ظروف البلد والحالة الاقتصادية، ولكن بقدر الإمكان سنلتفت للأساسيات، ونبدأ في الحل بشكل تراكمي؛ لأن المشكلات الثقافية تراكمية من السنوات الماضية. ما الذي لمسته من خلال تجربتك القصيرة ببني سويف؟ العاملون والفنانون والمثقفون لديهم استعداد كبير للعمل رغم الظروف الصعبة الموجودة, وبني سويف تمتلئ بالعديد من الفنانين، ولكن لا يتم الاستفادة من جهودهم؛ ولهذا وضعنا خطة مع المتخصصين للتعاون مع كافة الفنانين؛ لتحسين صورة العمل الثقافي وإبراز المواهب. وهل اختلفت تلك الصورة الذهنية للعمل الثقافي عن الماضي؟ بالطبع، فالصورة الذهنية التى تكونت عند مجيئي للعمل تغيرت للأحسن؛ نتيجة التعامل مع المواطنين بصورة مباشرة، حيث وجدت ان المحافظة لديها إمكانيات كثيرة، وتحتاج فقط للعمل على إبرازها, وبني سويف لم تكن على الخريطة الثقافية رغم إمكانياتها، وبالتأكيد لن نستطيع إعادتها في مدة قصيرة ونعمل على اعادة تقييم عمل واداء فرقة الفنون الشعبية، ولكن سأعمل على زيادة إمكانيات فرقة الموسيقى العربية، وضم المخرج أحمد البنهاوي لفرقة المسرح، ووضع خطة جديدة لعمل الهواة بنوادي المسرح. المحافظ شريف حبيب زار العديد من المواقع الثقافية، فماذا تم خلال تلك الزيارات؟ المحافظ أبدى تعاونًا ملموسًا للنهوض بالعمل الثقافي بالمحافظة، وزار البيت الثقافي بشرق النيل، وأرسلنا له طلبًا بالاحتياجات، وسوف نبدأ بالعمل فيه من خلال نادي الطفل والفنون التشكيلية كمرحلة أولى للتشغيل,كما زار المحافظ بيت ثقافة ببا المدرج بخطة الهيئة العامة لقصور الثقافة للتطوير، بجانب اهتمامه بتجربة إقامة مسرح مكشوف للعروض الثقافية والفنية والموهوبين بحديقة النصر بمدينة بني سويف، والتي تقيمها المحافظة بالاشتراك مع مديريات الثقافة والتربية والتعليم والشباب والرياضة، والتي بدأ تنفيذها الأسبوع الحالي بعروض فنية وغنائية لقصر ثقافة بني سويف، وشهدت إقبالًا واسعًا من المواطنين. حريق قصر ثقافة بني سويف أصبح كابوسًا، فهل تتحقق الآن الاشتراطات الفنية والأمنية؟ الاشتراطات الفنية والأمنية صعبة جدًّا، ونأمل فى تنفيذ المطلوب في حدود المتاح، وهناك زيارة للجنة اختبار الأمان التابعة لجهاز الحماية المدنية لقصر ثقافة بني سويف؛ للتأكد من تلك الاشتراطات، وعلى الجانب الآخر المكتبات الثقافية يوجد بها طفايات، وتكون الاشتراطات الأمنية بها سهلة نوعًا ما، ولكن الاشتراطات الأصعب عادة ما تكون بالمسارح، ونعمل جاهدين على تنفيذها. 8 سنوات وما زال مثقفو وفنانو ببا يؤدون رسالتهم بالشارع، متى سيرجعون لقصرهم؟ قصر ثقافة ببا يوجد بخطة الهيئة العامة لقصور الثقافة للعام الحالي، وتم رصد 7 مليون جنيه لتطويره، وبمجرد التجهيز المالي، سيتم عمل الإحلال والترميم. وأنا شخصيًّا أشكر القائمين على إدارته وفنانيه ومثقفيه على تحملهم تلك الظروف الصعبة، وفي المرحلة الحالية يتم عمل أنشطة خارجية بالمدارس ومراكز الشباب وإقامة نشاط وحيد لنادي الأدب ببيت الثقافة، ونعتمد على تنفيذ نسبة 80% من الأنشطة خارجيًّا؛ لضمان توصيل الرسالة الثقافية للمواطن. ما حقيقة إعلان المحافظ عن البدء فى إنشاء بيت ثقافي بمدينة ومركز ناصر؟ فى الحقيقة المحافظ ورئيس مجلس مدينة ناصر أعلنا عن الأمر، وتم مخاطبتي رسميًّا، ولكني رفضت، خاصة أن قرار التخصيص جاء بتخصيص شقة مساحتها 90 مترًا بالدور الثالث بأعلى مخازن الوحدة المحلية لمركز ومدينة ناصر، والمكان غير ملائم للعمل الثقافي، وأيضًا لطموحاتنا في العمل بجدية، وتركت الأمر للهئية العامة لقصور الثقافة، سواء بالموافقة أو الرفض، خاصة أن أغلب المواقع الثقافية ببني سويف يوجد بها سوء توزيع. ما الجديد الذي ستقدمه في الفترة القادمة؟ نحن بصدد إقامة مسابقة للنحت، فبني سويف تتميز بوجود أحجار نادرة في العالم، وسوف يتم عرض تلك المنحوتات وتزيينها بالميادين العامة وإقامة ورش ديكور مسرحي، وسوف يتم تطوير عمل الفنون الشعبية، خاصة بعد أن وجدتهم مقتصرين على أنفسهم، وطالبت بإعداد فريق للشباب وتكوين مدرسة للأطفال وتعميم نشاط فرقة الكورال وضم أعضاء من الأماكن النائية والقرى المختلفة, وسوف يتم عمل قوافل ثقافية بالأماكن المحرومة وبمواعيد محددة، وسيتم تفعيل البروتوكول المبرم بين الثقافة والتربية والتعليم؛ لعمل مسابقة مسرح المدارس بقصور الثقافة، على أن يتم منح جوائز الفائزين من الثقافة، كما سيتم تفعيل برتوكول التعاون مع جامعة بني سويف؛ لاكتشاف المواهب وإقامة ندوات التوعية. كيف يمكن الاستفادة من العمل الثقافي لتنشيط السياحة ببني سويف؟ سيتم إنشاء "نادى كاميرا"؛ لتوثيق كل المواقع الأثرية والتاريخية ببني سويف، ومن خلال زيارتي العديدة لتلك الأماكن، لمست عدم معرفة المواطنين المقيمين بجوار تلك الأماكن لمدى أهميتها وتاريخها، مثل الأديرة والكنائس والمساجد التاريخية وكهف سنور، وذلك من خلال عمل أفلام وثائقية وتسجيلية؛ للتعريف بتلك الأماكن؛ لتنشيط السياحة بالمحافظة. وكيف ترى دور الثقافة في مواجهة قضايا الإرهاب والعنف خلال الفترة القادمة؟ نسعى لتغيير المفاهيم الخاطئة وتحسين سلوك الشباب وتأصيل القيم الاجتماعية والانتماء للوطن من خلال الأنشطة الثقافية والفعاليات الفنية الهادفة. وإدماج هؤلاء الشباب في العمل الثقافى سيكون بمثابة ضربة موجعة للإرهاب والعنف الفكري الذي نشهده من خلال الجماعات المتطرفة, وسيكون على فناني ومثقفي بني سويف دور كبير خلال المرحلة القادمة لمواجهة تلك الأفكار وتوصيل رسالة ثقافية هادفة وبناءة؛ من أجل تقدم الوطن.