على مدار أعوام مضت دون اكتراث من مسؤولي الأحياء أو المحافظة أو حتى الشركة المعنية بالنظافة، اكتست شوارع الإسكندرية بأكوام قمامة متراكمة في شوارع وطرق وأزقة المدينة، ما دعى بعض المواطنين إلى محاولة استرجاع حملة إلقاء القمامة أمام الحي مجددًا. ونشر بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورًا تعود إلى فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، لأكياس القمامة الملقاة بفعل المواطنين على درج حي شرق؛ احتجاجًا منهم على التراخي في رفعها، في محاولة لإحيائها مرة أخرى بعد اكتساء الشوارع بها. وأيّد أحمد قنديل، أحد أهالي منطقة الإبراهيمية التابعة لحي وسط، فكرة إلقاء القمامة أمام الحي وبعض المسؤولين بمن فيهم المحافظ؛ كي يدركوا مدى خطورة التقاعس عن أداء الموظفين لواجباتهم، وكذا خطورة القمامة التي تحمل من الجراثيم والميكروبات الخطرة على الصحة. فيما رفض محمود البغدادي، أحد سكان حي شرق، الفكرة، مقترحا على الدولة إنشاء شركة تحت إشراف شباب الإسكندرية، يتولون جمع القمامة بأنفسهم والسيطرة على الأزمة، والاستفادة من عائدها. وقال حسين جمعة، أحد الداعين لإلقاء القمامة أمام الحي في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، إن الحملة لا يمكن أن تعود مجددًا بنفس القوة؛ خاصة أن النظام الحالي أسوأ وأكثر عنفًا من نظام الإخوان، على حد قوله، محملا الحكومة مسؤولية تلويث الشوارع بالقمامة. ومن جانبه، قال حسن سلام، رئيس عمليات المحافظة، إن الصور المتداولة على موقع التواصل الاجتماعي، التي تظهر أكياس القمامة الملقاه أمام حي شرق كرد فعل غاضب على تكدسها بالشوارع، ترجع إلى ما قبل 30 يونيو، وبعض الرواد أعاد نشرها مرة أخرى بهدف «تسخين الناس مرة تانية»، لكن الأزمة اليوم تم حلها بشكل معقول. وأوضح سلام ل«البديل» أن العقد المبرم مع شركة نهضة مصر للنظافة سينتهي بمجرد انقضاء شهر سبتمبر المقبل، ويتم التحضير حاليًا لعمل كراسات شروط من وزارة البيئة وأساتذة الجامعة والمحافظة؛ لتقسيم الإسكندرية إلى 4 قطاعات كل منها تتولى مسؤولية جمع القمامة فيه شركة مختلفة. وأضاف رئيس عمليات المحافظة، أنه ستجرى منافسة بين الشركات الأربع، وستحصل أفضلها على جائزة من المحافظة، وبالتالي ستسعى كل منها أن تكون الأفضل، وتجنب الوقوع تحت رحمة شركة واحدة، كما حدث مع «نهضة مصر»، التي أضربت عن العمل من قبل العاملين، فأحدثت شللاً في المدينة، مؤكدا أن هناك شركات صغيرة ستساهم أيضًا في جمع القمامة، والجمع سيكون من المنازل وليس من الشارع كما يحدث حاليًا، من خلال طرق الأبواب أو «العربية تصفر».