لا يزال الاحتلال الصهيوني يتفنن في إيذاء الشعب الفلسطيني، تشريعات عنصرية وإجراءات مجحفة واعتقالات تعسفية يسعى من خلالها إلى إحباطه وكسر ما تبقى من إرادته، إلا أنه يفاجأ بصمود واصطفاف شعبي تنهار به أحلام الاحتلال. أعلن نادي الأسير الفلسطيني، الخميس، أن أكثر من 300 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يخوضون إضرابات مفتوحة عن الطعام احتجاجًا على قضايا مختلفة، وبيّن نادي الأسير أن 285 أسيرًا من حركة حماس شرعوا بالإضراب المفتوح، في سجني إيشل ونفحه، احتجاجًا على الممارسات التنكيلية التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال وقوات القمع بحقهم، ومنها عمليات الاقتحام والتفتيش اليومي، بالإضافة إلى نقل عدد من زملائهم الأسرى وقيادات الحركة تعسفيًا إلى سجون أخرى. وأضاف النادي أن 40 أسيرًا آخرين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تضامنوا مع الأسير بلال كايد، وهم الدفعة الثالثة لأفواج التضامن، حيث سبق أن أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن 10 أسرى من سجن "رامون" انضموا للإضراب المفتوح عن الطعام تضامنًا مع الأسير كايد، وعلى رأسهم الأسير أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، وأفاد نادى الأسير الفلسطينى حينها بأن إدارة سجون الاحتلال نقلت سعدات إلى العزل الانفرادى فى سجن رامون على خلفية انضمامه للإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع الأسير كايد. على الجانب الشعبي، فقد تظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين قبالة سجن عوفر غرب مدينة رام الله تضامنًا مع الأسرى المضربين عن الطعام وعلى رأسهم الأسير بلال كايد، حيث شهدت مراكز مدن الضفة الغربيةالمحتلة تظاهرات إسنادية للأسرى المضربين عن الطعام بمشاركة حشد كبير من الفلسطينيين المطالبين بإطلاق سراح الأسير كايد وزملائه المضربين في سجون الاحتلال، كما تظاهر عشرات الفلسطينيين بالقرب من معسكر عوفر الإسرائيلي القريب من مدينة رام الله، واندلعت مواجهات هناك بعد أن ألقى شبان حجارة على القوات الإسرائيلية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. بلال كايد، البالغ من العمر 35 عامًا وكان محور هذه المظاهرات، مضرب عن الطعام منذ 52 يومًا احتجاجًا على اعتقاله الإداري، فقد بدأ اضرابًا مفتوحًا عن الطعام في 15 من يونيو الماضي، احتجاجًا على إصدار أمر اعتقال إداري بحقه في نفس اليوم المقرر الإفراج عنه فيه، بعد قضائه حكمًا بالسجن 14 عامًا ونصف، بعد الحكم عليه بتهمة الانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمشاركة في نشاطاتها، التي تعتبرها إسرائيل تنظيمًا إرهابيًا. من جانبها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية مرارًا من أن حالة كايد الصحية تزداد سوءًا كل ساعة، وبحسب الوزارة فإن الأطباء المسؤولين عن علاج كايد، الموجود حاليًا في مستشفى برزلاي الإسرائيلي في عسقلان جنوب إسرائيل، حذروا من تعرضه لموت مفاجئ، حيث إنه يتغذى على الماء والملح والفيتامينات، مشيرين إلى أنه يعالج وهو مكبل في سريره، فيما أكد متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية أنه ما زال يرفض الطعام ويخضع لمراقبة طبية بعد فقدان جزئى للنظر وفقدان الوعي، وقد فقد 32 كيلوجرامًا من وزنه منذ بداية الإضراب. واستمرارًا لمسلسل الاضطهاد الصهيوني والعنصرية التي تتبعها القيادة الإسرائيلية بتخطيط وتشريع وحماية من الكنيست الإسرائيلي، خفّض الكنيست الحد الأدنى لسجن الأطفال من 14 إلى 12 عامًا، حال إدانتهم بارتكاب جرائم قتل أو محاولة قتل، حيث صادق الكنيست على مشروع قانون يتيح لسلطات الاحتلال اعتقال الأطفال الفلسطينيين في الثانية عشرة من العمر في حال تورطهم في أعمال مقاومة، وذكرت مصادر إعلامية عبرية أن القانون الذي أطلق عليه اسم قانون الشباب يسمح للمحكمة بحبس الأطفال والقصر إذا ما قاموا بأعمال قتل أو جرح أو تعد على المستوطنين، كما يمنح القانون المحكمة حرية احتجاز الأطفال في الأماكن المخصصة للمعتقلين الرجال وليس الأطفال. القانون الإسرائيلي الجديد أثار غضب العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، حيث انتقدت منظمة "بيتسيلم" لحقوق الإنسان القانون ومعاملة إسرائيل للأطفال والفتية الفلسطينيين، وأكدت في بيان أنه بدلًا من إرسالهم إلى السجن فإن إسرائيل ستكون أفضل حالًا لو تم إرسالهم إلى المدرسة حيث سيكبرون بكرامة وحرية وليس تحت الاحتلال، وبحسب بيتسيلم، فإن سجن قاصرين صغار السن يحرمهم من فرصة الحصول على مستقبل أفضل. يأتي هذا القانون في الوقت الذي تُصعد فيه إسرائيل من تعاملها الوحشي مع الأطفال الفلسطينيين، حيث قتل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي أكثر من 40 طفلًا فلسطينيًا، في الوقت الذي أوضح تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أن قوات الاحتلال لجأت للاستخدام المفرط للقوة والقتل غير القانوني ضد الأطفال الفلسطينيين، والذي ظهر جليًا في العديد من المواقف التي كان آخرها تسجيلا مصورا نشرته "بيتسيلم" يظهر منع أحد جنود الاحتلال طفلة فلسطينية من اللعب بدراجتها الهوائية بالقرب من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث طارد الجندي الطفلة وصرخ في وجهها وصادر دراجتها وطرد الطفلة وشقيقتها من المكان.