حالة من الخوف والرعب انتابت مرضى الأورام بقصر العيني؛ بعد كارثة تداول أدوية منتهية الصلاحية، على رأسها عقار «فلودارا» الذي يستخدم لعلاج سرطان الدم الليمفاوي. «Fludara 50 mg».. توقف استيراده منذ ثلاثة أشهر، إلا أنه يتم تداوله بقصر العيني ومستشفيات ومعاهد الأورام, ورغم أهمية العقار لكونه يطيل فترة تسكين آلام الأورام مقارنة بالعقاقير الأخرى، لكن وزارة الصحة أوقفت استيراده، إلا أن المستشفيات تداولت العقار منتهي الصلاحية بين المرضى، وعندما افتضح الأمر، هددوا المرضى بإلقائهم في الشارع، إذا تكلموا. من جانبها، التقت «البديل» بعدد من المرضى، الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم؛ خوفا من تنفيذ مسؤولي المستشفيات تهديداتهم بإلقائهم خارج أسوارها، يقول س.أ، مريض أورام بقصر العيني: «منذ فترة طويلة، كان هناك غيابا تاما لعقار فلودارا، ما دفع الأطباء بالمستشفى إلى تقديم بعض الأدوية البديلة، لكن دون جدوى، وعندما سألنا على العقار غير المتوافر، كانت الإجابة أنه ناقص في الأسواق؛ خاصة بعد أزمة ارتفاع الدولار». وأضاف: «بعد ذلك، فوجئنا بتوافر العقار في المستشفى، وبعد اكتشاف عدم صلاحية الدواء، تصاعدت صرخات المرضى؛ رافضين تناوله، وطلبنا بلقاء مسؤولي قصر العيني، لكن العاملين بالمستشفى هددونا بالطرد حال الاستمرار في الاحتجاج». وأوضح ك.ح، مريض آخر بقصر العيني: «للأسف، لم نعلم أي شيء عن الأمر، إلا بعد تداوله في الصحف، وعندما أبلغنا الأطباء برفض تناول الدواء؛ لأنه منتهي الصلاحية، أكدوا لنا أن الأدوية منتهية الصلاحية تعطي نفس مفعول الصالحة، بحجة أن المادة الفعالة تستمر في العقار لمدة عام من انتهاء صلاحيته»، متابعا: «بالفعل اضطررنا تناول العقار، كالغريق الذي يتعلق بقشة أملا في تسكين الآلام، خاصة بعد تهديد العاملين في المستشفي بطردنا». ويقول ز.أ، مريض أورام بقصر العيني: «اعتدنا على تناول الأدوية دون السؤال عن نوعها أو اسمها أو صلاحيتها، لكن عندما افتصح الأمر وانتشر الخبر داخل المستشفى بأن الدواء منتهي الصلاحية، بدأت أصوات المرضى تعلو، لكن العاملين بالمستشفى أساءوا معاملتنا، وقالوا لنا: لا يوجد سوي هذا الدواء». ومن جهته، أكد محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، أن عقار فلوداراالذي يستخدم لعلاج سرطان الدم الليمفاوي بمستشفى معهد ناصر والمعهد القومي للأورام ومستشفى قصر العيني، انتهت صلاحيته من شهور، وأصبح يشكل خطورة كبيرة على صحة مرضى الأورام، مطالبا بسرعة التحقيق في الأمر ومعرفة المتسببين في قرار توزيعه على المرضى. ورجح فؤاد أنه تم توزيع الدواء على المرضى؛ لعدم وجوده في المستشفيات بعد توقف استيراده منذ شهرين بسبب أزمة ارتفاع سعر الدولار، كما حدث مع أدوية سيولة الدم وبعض الأدوية الأخرى، وهو فشل متكرر لوزارة الصحة، مطالبا بإقالة الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، قبل أن تتحول «الصحة» إلى وزارة كارثية. وكان النائب فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان، أرسل بيانا عاجلا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة بشأن تداول كميات منتهية الصلاحية من عقار فلودارا، مطالبًا بمساءلة الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، حول تداول أدوية منتهية الصلاحية بالمستشفيات، وطالب أيضا بضرورة توفير العملات الصعبة اللازمة لاستيراد الأدوية والمواد الخام اللازمة لصناعتها؛ لأن المريض لا يحتمل الانتظار، مشددا على ضرورة إيجاد بدائل للأدوية الضرورية من خلال حل المشكلات التي تواجه صناعة الدواء في مصر. وحاولنا التواصل مع وزارة الصحة، لكن مسؤوليها رفضوا التعليق على الأزمة.