قرار عجيب أصدره محافظ بورسعيد في ذلك الحر الشديد، تسبب في غضب الأهالي واستفزازهم بشكل كبير.. وهو إزالة كافة مبردات المياه والكولمن وخزانات المياة المثلجة من الشوارع؛ بدعوى أنها تشوه المنظر الحضاري للمحافظة، وتسبب إشغالات طريق. أثارت الحملة غضب الأهالي، ووقعت مشادات واشتباكات مع القائمين على الحملة من شرطة المرافق وعمال الحي والمحافظة، فضلًا عن آلاف التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات البعض للاحتجاج، خاصة أن المحافظة تمتلئ بالإشغالات من مبانٍ وأكشاك وقمامة، لكن المحافظ لم يرَ إلا مبردات المياه، والتي اغلبها يقع بجوار مساجد ودور عبادة. وقال محمد طاهر، أحد سكان حي شرق: حرام عليكم الحاجة الوحيدة اللي بتروي الناس في عز الحر بدون مقابل. وتابع أن العمال أزالوا المبردات من جوار أحد المساجد، وقاموا بتحطيم ماسورة المياه المغذية له، وتركوها مكسورة، وانصرفوا بعد ما أزالوا المبرد، وهو كان الوسيلة الوحيدة للمصلين والمارة لشرب ماء بارد مجاني. وأكد أن أغلب هذه المبردات موجودة منذ سنوات طويلة، ولا تسبب أي أزمة، مؤكدًا أن القرار يصب في مصلحة بائعي المياه المعدنية وغيرهم، وهو أمر غير مقبول، خاصة في الظروف الاقتصادية التي يمر بها الأهالي وحالة الغلاء التي يصعب عليهم مواجهتها. وتابع: إذا كان اهتمام المحافظ بإزالة الاشغالات، ليه ما أزالش الإشغالات الخاصة بالمباني والمحلات والأكشاك، وحتى تلال القمامة اللي ملت شوارع بورسعيد؟". وقالت فاتن الحسيني، مدرسة ومن أبناء بورسعيد: حتى المية استكترها علينا؟ مش كفاية الغلا؟! مرددة "برافو والله جدع يا باشا.. كمل جميلك واعدم الشعب وريحونا". وقالت بشكل غاضب "حسبنا الله ونعم الوكيل. شوف دعاء كل عطشان لما يعدي على سبيل مية كان متعود على الشرب منه في عز الحر. اللهم أجرنا من حر جهنم". وأكدت فاتن أن الأهالي غير راضين بالمرة عن هذا القرار الذي حرمهم من شربة ماء باردة في هذه الأيام الحارة، وتابعت أن أحد أماكن المبردات بحي شرق بعد إزالته، يتم الآن إنشاء كشك مكانه أمام الجميع دون أي تدخل لمنعه، متسائلة: هل يعقل إزالة مبرد مياه "سبيل" وبناء كشك لبيع المياه مكانه؟! وأكدت أن هذه الواقعة لن تمر مرور الكرام، ولن يسمح أهالي بورسعيد بتجريد شوارعها من أي مياه مبردة "سبيل" لري عطش الأهالي مجانًا. هذا وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي تعليقات غاضبة أغلبها يحمل تجاوزات بألفاظ خارجة، مما يوضح مدى الغضب الذى انتاب أهالي بورسعيد، خاصة عقب قيام المحافظة والحي بنشر صور الحملة التي اعتبرها البعض نوعًا من الاستفزاز للأهالي، وانهالوا سبًّا وقذفًا على هذه الصور؛ ما دعا القائمين على الصفحة بحذف الصور بعد آلاف التعليقات الغاضبة. وقالت المهندسة عزة الزغبي، رئيس حي شرق، إن حملة الإزالة كانت بناء على أوامر المحافظ، وهي قامت بتنفيذها، وتلقت أثناء الإزالة مئات التعليقات التي تجاوز فيها الأهالى، وعقب الإزالة توالت التعليقات والسب والقذف لها من كل مكان، وهو ما أغضبها، وطالبت الأهالي بعدم التجاوز في الألفاظ ومعرفة حقيقة الأمر؛ كونها منفذة للقرار، وليست هي من تصدر القرار وتابعت أن القرار تأخر في التنفيذ؛ لحساسية المهمة، ولكن المحافظ أكد عليهم بالتنفيذ، وقالت: لولا وجود شرطة المرافق لفتك الأهالي بنا. أما محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، فحسب قوله فإن الحملة جاءت في إطار «التنسيق الحضاري»، وإزالة أي إشغالات مهما كانت، مؤكدًا أن أغلب الكولديرات كانت تشوه «مظهر المحافظة»، وكانت تسبب «إشغالات»، وهو ما دفعه لإصدار قرار الإزالة، وشمل عدة مراحل، الأولى منها سوق البازار والمنطقة المحيطة به. واكد الغضبان أن الحملة تأتي في إطار «القانون» و«مسؤوليته» تجاه المحافظة، ولا يوجد أي «تجاوز» أو «تهاون» في تنفيذها مهما كلف الأمر.