لا يمر أسبوع إلَّا وتجد ضحية أو أكثر تلقى مصرعها دهسًا أثناء العبور من الفتحات والمعابر غير القانونية، التي تخترق أسوار وخطوط السكة الحديد، والتي وصل عددها إلى 32 معبرًا، وتنتشر بمحافظة سوهاج على مستوى المراكز والمدن التي تقع على شريط السكة الحديد، ويضطر المواطنون وتلاميذ المدارس إلى ارتياد هذه المعابر، إما لبعد مسافة المعابر القانونية أو بسبب الخصومات الثأرية، حيث يكون المعبر القانوني قريبًا من طرف خصومة ثأرية، مما يدفع أهالي منطقة إلى كسر سور السكة الحديد وعمل معبر غير قانوني لقضاء احتياجاتهم ومتطلباتهم. وأصبحت هذه المعابر غير القانونية تهديدًا صريحًا لحياة المواطنين، خاصة الأطفال بالموت دهسًا أسفل عجلات القطارات، حال استقلالهم المعابر غير الشرعية، وهو ما جعل الجميع يطلق عليها «معابر الموت». كان الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، قد قرر في مارس من العام الماضي بعد تعينه بأيام محافظًا للإقليم، تشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام للمحافظة آنذاك وعضوية المرور وشرطة النقل والمواصلات وهندسة السكة الحديد والوحدات المحلية التي تقع في زمامها معابر غير قانونية، بتنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء بغلق جميع المعابر غير القانونية على شريط السكة الحديد بالمحافظة، وتسلمت المحافظة وقتها من هيئة السكة الحديد بيانًا بوجود 21 معبرًا غير قانوني في حدودها من طما شمالًا حتى البلينا جنوبًا، وبعد نزول اللجنة على أرض الواقع اكتشفت العدد الحقيقي للمعابر 32 وليس 21 كما جاء ببيان هندسة السكة الحديد. وذكرت اللجنة المشكَّلة من المحافظ أن غالبية المعابر غير القانونية على شريط السكة الحديد مغلقة بكمر حديد من مخلفات القضبان لمنع مرور المركبات، لكن جميعها تسمح بمرور المشاة، ووجود هذه المعابر بالقرب من الكتل السكنية المستجدة على الأرض الزراعية بالقرى والنجوع وأطراف المدن، وأنها عبارة عن كسر في سور شريط السكة الحديد. وأضاف التقرير أن اللجنة أوصت ببناء هذه المعابر غير القانونية وغلقِها واستكمال بناء الأسوار من المحطات حتى أقرب مزلقان لها، ومخاطبة وزارة الري بعدم إنشاء كبار أو مشايات على الترع أمام شريط السكة الحديد إلَّا بعد الرجوع للهيئة والمرور وأخذ الموافقات اللازمة. من جانبه قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج: الأهالي معتادون المرور من هذه المعابر غير القانونية بدلًا من المعابر الرسمية، رغم ما فيها من خطورة وتهديد لحياتهم، وأنه لا يمكن حرمانهم منها مرة واحدة، لكن تدريجيًّا حتى لا يتم الاصطدام مع المواطنين، بدليل أنه تم غلق أحد هذه المعابر بمدينة جرجا، وكان عبارة عن هدم في سور السكة الحديد، وبعدها فتحه الأهالي مرة أخرى، وكذلك تم غلق معبر قبلي محطة سكة حديد المنشأة، وأعاد الأهالي فتحه أيضًا. وأضاف المحافظ في تصريحات ل«البديل»أن هناك خطة موضوعة لغلق هذه المعابر غير القانونية، بالتنسيق مع المراكز والأقسام لمتابعتها وعدم فتحها مرة أخرى، وذلك في أقرب وقت ممكن.