وطدت الهند علاقاتها مع دول القارة الإفريقية، فيما يبدو أنها سياسة جديدة تتبعها الهند مع القارة السمراء، والعلاقة تتعزز من قبل الطرفين؛ خاصة أن جنوب إفريقيا استضافت مؤخراً رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي؛ لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين. قال موقع كوارتز أفريكا، إن الهند لا تزال تحاول اللحاق بركب الصين في السباق لإفريقيا، وتتخذ وسيلة ربما لم تتخذها الصين للانتشار والتوغل في القارة؛ من خلال نشر الثقافة الهندية والفن داخل إفريقيا، عبر التاريخ الذي يشرح كيفية اتصال الأجداد الهنود بالقارة السمراء، الذي يبين أن هناك حوالي 1,3 مليون شخص من الهنود كانوا قد وصلوا إلى ليسوتو وبوتسوانا وجنوب إفريقيا في عام 1684 كعبيد، وفي 1860، تم جلب آلاف من الهنود إلى جنوب إفريقيا عمال متعاقدين كجزء من النظام الاستعماري البريطاني. وتحاول الهند إعادة روح المهاتما غاندي في إفريقيا، الرجل الأكثر شهرة في العالم في مناهضة الاستعمار بشكل سلمي، خاصة أن غاندي كان بدأ في جنوب إفريقيا كمحام شاب، وتأثر بالحياة مع الأفارقة وارتدى الملابس الإفريقية زاهية الألوان. يعد الاتصال البشري الأساس في خطط الهند لخلق وجود قوي في إفريقيا، كما تحاول الهند في منافستها مع الصين بالتفوق عليها في تجارتها مع إفريقيا، التي نمت بشكل فعلي وبلغت ما يقرب من 70 مليار دولار في العام الماضي، ويبدو أن الهند مصممة على تضييق الفجوة بينها وبين الصين التي وصلت علاقتها التجارية مع إفريقيا إلى حوالي 200 مليار دولار، لكن وجود أكثر من مليون شخص هندي في إفريقيا يعتبر نقطة انطلاق لتعزيز العلاقات بين الهند والقارة. ورغم أن آخر زيارة للهند في موزامبيق الناطقة بالبرتغالية كانت منذ 34 سنة، إلا أن الحكومة الهندية الحالية قالت إن مثل هذه الفجوة لن تتكرر مرة أخرى على البلدين، وإن السياسة المقبلة ستكون تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، ولن تكون جنوب إفريقيا وموزامبيق هما وجهتهم، لكن كينيا وتنزانيا أيضا على قائمة الاهتمام الهندية، خاصة أن لديهما جاليات هندية كبيرة. الخطة الحالية للهند هي زيادة التبادل التجاري مع جنوب إفريقيا بالتحديد لتصل إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2018، وتعتبر الهند سادس أكبر شريك تجاري لجنوب إفريقيا، والهند بحاجة لدعم جنوب إفريقيا من الانضمام لمجموعة الموردين النوويين، خاصة أن الأخير تعد الدولة الأفريقية الوحيدة التي يوجد بها مفاعل نووي تجاري، وتملك بعض التأثير على المجتمع الدولي.