غزة- طارق صبحي حجاج في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام، يحتفل المسلمون في مختلف العالم بيوم القدس العالمي، بإحياء الأهداف الدينية والاستراتيجيةالتي يتطلع لها كل مسلم حر لتحرير المسجد الأقصى من قيود الاحتلال الإسرائيلي، واستعادة أحد أهم المعالم الإسلامية في العالم العربي. وتزداد وتيرة الاعتداءات الصهيونية على المسلمين في باحات المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، تزامنًا مع إحياء العشر الأواخر من الشهر، حيث يحاول الاحتلال فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وذلك من خلال سماحه للمستوطنين بالاقتحامات التي ينفذونها والاعتداءات على المصلين والمعتكفين في المسجد، رغم أنه من المعروف والمتفق عليه أن توقف شرطة الاحتلال الاعتداءات والاقتحامات في شهر رمضان، وأن تمنع الزيارات لغير المسلمين في هذا الشهر. واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف دعيس الاعتداءات المتكررة للمستوطنين في باحات المسجد الأقصى، واعتداءهم على المصليين، واصفًا هذه السياسة العدوانية بمحاولات للسيطرة التامة والانقضاض على المسجد الأقصى. من جانبه أدان عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، اقتحامات المستوطنين في هذا الشهر، معتبرها سابقة خطيرة، إذ كان يجب أن تتوقف الزيارات لغير المسلمين في شهر رمضان كالسنوات السابقة، غير أن الاعتداءات ازدادت في العامين الأخيرين. وفي لقاء مع "البديل" استنكر أحمد أبو حلبية، مسؤول دائرة شؤون القدس في المجلس التشريعي بغزة، الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينيين المعتكفين في المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، محذرًا من هذه المرحلة الخطيرة التي وصل لها القدس والمسجد الأقصى من مخططات صهيونية في داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث الاعتداءات على المرابطين والمرابطات، والانتهاكات المتواصلة بشكل يومي بالحفر الذي يقوم به العدو أسفل ساحات الأقصى على نطاق واسع، والتي تهدد المسجد الأقصى بشكل خطير، إضافة لنشر السرطان الاستيطاني في الأرض المقدسية الفلسطينية الشريفة. وأضاف أبو حلبية أن الاحتلال ما زال يتبع سياسة التهجير القسري للفلسطينيين في القدس، بهدم مئات المنازل بشكل متكرر في الأرض التي تم احتلالها عام 1976، بعد أن هدم معظم منازل الفلسطينيين في القدسالمحتلة عام 1948؛ وذلك بهدف توسيع المستوطنات الصهيونية في القدس الشريف، ما يجعل الأمر خطيرًا في هذه المرحلة، وبحاجة ماسة لتفعيل مثل هذه الدعوات كمثل يوم القدس العالمي؛ لتذكير العرب والمسلمين بدورهم في نصرة المقدسات، ولفت انتباههم لأن فلسطين عامة والقدس بشكل خاص يشكلان ملامح إسلامية عريقة لا يجب التخلي عنها والتهاون في الدفاع عنها. وأضاف أبو حلبية أن على المسلمين جميعًا دعم المرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى، كونهم الوحيدين الذين يتصدون للانتهاكات الصهيونية اليومية. وأكد أن الفلسطينيين في القدس والضفة الغربيةالمحتلة وأراضي 48 ومن يستطيع الدخول للقدس من أهالي قطاع غزة يهبون لنصرة القدس، ويدعمون المرابطين الذين يبذلون قصارى الجهود في التصدي لهذه الاقتحامات الصهيونية. ووجه رسالته للمسلمين في العالم أجمع بأن القدس وقف إسلامي عالمي، ويتوجب على المسلمين أن يتحركوا بالفعل لنصرته وتخلصيه من هذا الاستبداد الصهيوني الذي يحاول أن يخفيه عن الوجود، وأن يقدموا الدعم المالي والحقوقي والتوعوي والإعلامي قبل فوات الأوان. من ناحية أخرى اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن الاعتداءات بحق المسجد الأقصى إمعان في انتهاك حرمته وحرمة الشهر الفضيل، منددة بالاستهتار الصهيوني بحرية الأديان في مدينة القدسالمحتلة، حيث ضرب الاحتلال كافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية الداعية لاحترام الأديان عرض الحائط بسماحه للمستوطنين الدخول لباحات المسجد الأقصى في هذا الوقت من العام، حيث يتوافد المسلمون للصلاة والقيام في أواخر شهر رمضان.