تفكر الولاياتالمتحدة في نشر قوات برية أمريكية داخل سوريا لمحاربة الجيش السوري، وهذا بعد العريضة التي قدمت من قبل مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، حيث وقع نحو 51 دبلوماسيا أمريكيا مذكرة رسمية للحث على التدخل بضربات عسكرية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، والذي حققت قواته انتصارا كبيرا ضد الإرهابيين الذين يسعون للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط. لم يعد جدول أعمال الولاياتالمتحدة تحت شعار مكافحة الإرهاب، ولكن العكس تماما، وهو الوصول إلى نقطة إنقاذ لتنظيم القاعدة والجماعات التابعة لها، حيث يقوم الجيش السوري الآن بمحاربتها وحقق الانتصارات عليها بدعم من روسيا وإيران وحزب الله، أما الهدف من إرسال قوات الناتو إلى سوريا ليس فقط قتال الجيش السوري، وإنما الاشتباك مع القوات الإيرانية والروسية، والتي بدورها ستؤدي إلى سيناريو حرب أوسع نطاقا. وبعد الهزيمة التي لحقت بداعش وجبهة النصرة بسوريا، فر آلاف الإرهابيين في ظل تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا، وقد استجاب التحالف العسكري الغربي لهذه الهزيمة، وبدأ بتدريب عدد جديد من الإرهابيين والمرتزقة بدعم من تركيا وإسرائيل ودول الخليج. وفي هذا الصدد، تتواصل معركة حلب الحاسمة تماما، حيث عبر آلاف الإرهابيين الحدود التركية السورية، في أوائل شهر مايو الماضي، لمحاربة الجيش السوري في حلب، وحذر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، من أن نحو 5 آلاف إرهابي عبروا الحدود إلى المحافظة الشمالية الغربية من حلب وإدلب من تركيا، مؤكدا على انتهاك قرار وقف إطلاق النار من أطراف معينة. وأكدت واشنطن نشر 250 فرد من القوات الخاصة، منذ أبريل الماضي، وسط تدفق آلاف المجندين الجدد، ولكن هذا الرقم أصغر بكثير من القوات والمرتزقة التي ترسلها واشنطن إلى سوريا، بالإضافة إلى الجماعات المدربة تدريبا احترافيا، كما أعلنت صحيفة صنداي اكسبرس البريطانية، أغسطس الماضي، عن جنود بريطانيين يرتدون زي داعش في الحرب السورية. الأهمية الاستراتيجية من تدفق القوات الخاصة الجديدة هو تغير التركيبة والهوية الخاصة لما يسمى بالمعارضة السورية، والتي يتكون معظمها الآن من المقاتلين الأجانب، بما في ذلك أشخاص من حلف الناتو والولاياتالمتحدة. والآن تحولت الحرب السورية من حرب أهلية إلى غزو، فقوى المعارضة لم تعد قادرة على الاستمرار، ولذلك تستعين بأعداد كبيرة من القوات الغربية المتحالفة، ما يسمى بالحرب على الإرهاب قد انتهى، لأن الجيش السوري هزم الإرهابيين. يبدو أن استراتيجية الولاياتالمتحدة والناتو تتطور، مع الرغبة في نشر قوات برية، والتي في نهاية المطاف ستدخل في مواجهة مباشرة مع روسيا وإيران. ميشال تشوسودفسكي – جلوبال ريسيرش