تعاني مدينة أخميم بمحافظة سوهاج، رائدة صناعة المنسوجات، من تدهور وركود، واقتصرت الصناعة علي أربعة أشخاص فقط؛ لأنهم يمتلكون رأس المال لشراء المواد الخام، وكذلك السفر إلي المعارض التي تقام في القاهرة والدول الأوروبية لتسويق منتجاتهم. توارث أهالي أخميم صناعة المنسوجات اليدوية عن أجدادهم منذ مئات السنين، وذاع صيتهم في جميع المحافظات، بل تخطت إلى الدول، فينتج الصانع ب«الكف والدف» أجمل وأرقى المنسوجات من «الملايات والكوفرتات وأغطية الرأس الخاصة بالسيدات»، لكن ارتفاع أسعار المواد الخام وضعف التسويق، أدى إلى تدهور صناعة النسيج بأخميم. ولحرص المحافظة على الصناعة العريقة وعدم اندثارها، أقامت «قرية النساجون» بحي الكوثر، مكونة من 200 بيت «نول»، والبيت منها مكون من حجرتين واحدة «ورشة» والأخرى للمعيشة، وأجّرتها المحافظة لأصحاب الصناعة مقابل قسط شهري قيمته 60 جنيها، إلا أن القرية أصبحت الآن خرابة؛ لأن معظم بيوتها أغلقت؛ لعدم تمكن أصحاب الصناعة من شراء المواد الخام أو تسويق منتجاتهم. قال حسن خلف، صاحب ورشة منسوجات في رابعة العدوية بمركز أخميم، إنه ورث الصناعة عن أجداده منذ كان عمره لا يتجاوز 10 سنوات، وتقاضى في بداية تعلمه المهنة، ربع ريال، ما يقابل 5 قروش حاليا، واليوم أصبح يعمل بنظام المصنعية، أي أن أحد المقتدرين «أصحاب رأس المال» بأخميم، يأتي له بالمواد الخام ويأخذ منه المنتج بعد صناعته، مقابل 27 جنيها على «الكوفرته أو الملايا»، التي تأخذ يوم ونصف في صناعتها. وأضاف خلف ل«البديل» أن لديه أسرة مكونة من 8 أفراد، وكلهم يحتاجون إلي مصاريف يومية، مطالبا المحافظة بتمليكهم «بيوت صناعة المنسوجات»، وإسقاط المتأخرات عليهم لعدم قدرتهم على سدادها. وأوضح إمام الدقيشي، أحد المستثمرين بالقرية: «لو اندثرت صناعة المنسوجات ولم تتوارثها الأجيال القادمة، لفقدت مدينة أخميم شهرتها بين المحافظات ودول العالم؛ لعراقة منسوجاتها اليدوية»، مطالبا المسؤولين بإقامة معرض دائم في المحافظة للمنسوجات حتي يتم تسويقها بطريقة مستمرة ومساعدة صناعها.