يبدو أن مجلس نقابة الصحفيين سيخوض أزمة جديدة مع أعضاء الجمعية العمومية، على خليفة اقتحام وزارة الداخلية النقابة، بعدما أصدر الأول بيان، يوم الخميس الماضي، بإشارة الترحيب إلى رئيس الجمهورية، وضرورة تجاوز مشاكل مؤسسات الدولة مع الأجهزة الإعلامية؛ بهدف الحرص على المصلحة العامة واحترام سيادة القانون والتوحد خلف هدف الحفاظ على استقرار وأمن مصر، بينما رأى آخرون أن أعضاء مجلس النقابة قرروا التخاذل والتنازل عن بعض مطالب الجمعية العمومية التي فرضتها في 4 مايو الماضي. فبعد الإصرار على التمسك بمطالب اجتماع الجمعية العمومة لنقابة الصحفيين، اختلفت الرؤية وتغيرت المواقف، حيث أصدرت نقابة الصحفيين بيان تؤكد فيه تراجعها عن تأييد موقف الصحفيين تجاه الأزمة، خاصة مع حضور خمسة من أعضاء مجلس النقابة اجتماع الأسرة الصحفية التي كانت تسمى بجبهة تصحيح المسار. واعترض كثير من الصحفيين على بيان مجلس النقابة مطالبين بمحاسبة وزارة الداخلية؛ بسبب تجاوزتها خلال الأيام الماضية مع الصحفيين، وذلك حرصا على إعلاء مصلحة الوطن فوق أي جهة، بجانب استمرار اعتصام بعض الزملاء في نقابة الصحفيين اعتراضا على اقتحام النقابة، مما دعا مجلس النقابة وأعضاء الجمعية العمومية لحضور مؤتمر يوم الأربعاء المقبل لبحث أزمة اقتحام النقابة، وتشكيل لجنة لإعداد جدول أعمال المؤتمر. قال هشام فؤاد، أحد الصحفيين المعتصمين، إن مجلس نقابة الصحفيين انبطح في بيان الرد على رئيس الجمهورية، حيث اتهم وزير الخارجية اثنين من الزملاء الصحفيين بالتخطيط لاغتيال السيسي، لافتا إلى أن "السيسي" لم يوجه كلمة واحدة حتى للصحفيين. وأضاف فؤاد، أن مجلس النقابة تجاهل مطالب وآراء الصحفيين المعتصمين، ضاربا المثل بأن مجلس النقابة يتعامل مع مطالب الصحفيين على اساس الورطة وعليهم أن يسرعوا في التخلص منها للعودة سالمين مرة أخرى إلى حظيرة الدولة. وأوضح فؤاد، أن الصحفيين لا يريدون الخوض في معركة صفرية مع النظام، ولكننا نريد أن نخرج من المعركة محققين نتائج، ونحن مرفوعين الرأس، ولذلك علينا التمسك بمطالب الجمعية العمومية وهي اعتذار الرئيس وإقالة وزير الداخلية والإفراج عن الزملاء المعتقلين. من جانبه قال خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الحريات، إن مجلس النقابة لم يتنازل عن مطالب الجمعية العمومية ولم يعلن ذلك في أي بيان، ولكن هناك عملية تفاوض يطرحها بعض الزملاء وهذا شيء طبيعي ولكن لم يتم الانسحاب من الأزمة. وأضاف البلشي، أن هناك اجتماعا يوم الأربعاء القادم دعا له مجلس نقابة الصحفيين لمتابعة آخر تطورات أزمة اقتحام النقابة والجهود المستمرة لوضع حلول تحافظ على وحدة الكيان النقابي وكرامة الصحفيين.