"يوم الخزي والعار.. 15 مايو 1948 يوم النكبة.. فأي نكبة أعظم من أن تفقد دارك ووطنك وشرف أمتنا العربية؟! فلسطين أرض وقف إسلامي، ولا تنازل عن شبر واحد فيها، ولا بديل عن المقاومة والجهاد لتحرير الأرض المغتصبة من الكيان الصهيوني، ودعم الأمة الإسلامية لها واجب؛ حتى نستطيع أن نغير عقيدة حلم ملك إسرائيل من النيل إلى الفرات. ونصر الأمة قادم لا محالة، وفلسطين دولة ذات سيادة من البحر إلى النهر".. بهذه الكلمات بدأ الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية، حديثه ل "البديل" في ذكرى النكبة، والتى توافق 15 مايو من كل عام. وتابع سلامة أن النكبة كشفت عن موت الأمة وخذلانها، وعدم يقظتها لما يحاك ضدها من مؤامرات ودسائس، في رسالة وجهها إلى الشعوب العربية والمقاومة الفلسطينية وكل الأمة الإسلامية، مطالبًا بضرورة اتحادها؛ لتحرير فلسطين، بدلًا من مساعدة العدو الصهيونى في قمع المقاومة هناك، وعدم اتباع توجيهات الحكام في التطبيع مع العدو. مرددًا كلمته الشهيرة أثناء زيارته الأخيرة لقطاع غزة بالأراضي الفلسطينية: أرض فلسطين كلها مباركة، وعار على الأمة التي هي أمة مليار ونصف المليار مسلم أن تفرط في فلسطين، وهي أرض الأقصى التي كرمها الله. مؤكدًا أن المعركة القادمة ستكون لتحرير القدس وما حوله من كل أرض فلسطين المغتصبة منذ عام 1948، متذكرًا دماء الشهداء في تاريخ الصراع مع الاحتلال التي لن تضيع هدرًا، مشددًا على المقاومة والاستمرار في مواجهة الاحتلال، وهو ما أكده شيخ المجاهدين أثناء زيارته الأخيرة لأرض فلسطين، مطالبًا بالتحلي بسلاح الإيمان وقضية وطنهم، وأن يعملوا جاهدين لاسترداد حقوقهم المغتصبة، وهو ما حدث أثناء احتلال سيناء، وحدثهم عن دور أفراد المقاومة في معركة التحرير. لافتًا إلى أن اتفاقية كامب ديفيد دفعت الاحتلال للاستفراد بالانتفاضة الفلسطينية الأولى، وجرّت منظمة التحرير الفلسطينية للاعتراف ب "إسرائيل"، كما مررت بعض المشاريع الإسرائيلية، لكنّ عودة مصر إلى موقعها وإحداث التوازن سيضعان حدًّا لما أسماه "بلطجة الاحتلال"، وأكد أن عام 1948، الذي ولدت فيه إسرائيل أصبحت وكأنها هي المالكة وغيرها هو المعتدي عليها، وسمي أبناؤها بالمواطنين وأهل البلاد باللاجئين، وظلت في ذلك الوقت تحارب المقاومة بأعتى وأقوى الأسلحة في البر والبحر والجو لما يزيد على ثماني سنوات، والمقاومة كبدتها خسائر فادحة، تحاول إخفاءها بشكل مستمر؛ لإحباط عزيمة وروح رجال المقاومة. وشدد سلامة على أن أرض فلسطين كانت خالية من الإسرائيليين واليهود، لا سيما قبل عام 1948؛ لذا فإنه من العار الحديث عن دولة في حدود عام 1967، متسائلًا "هل كان لليهود حقوق اغتصبناها منهم، أم حدث العكس؟". وأعرب عن تمنياته في أن تكون المعركة القادمة لتحرير المسجد الأقصى المبارك، وما حوله من مقدسات إسلامية، ضمن كافة الأراضي التي اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا بالرحمة للشهداء الأبرار. وتوجه سلامة لحركة حماس بالقول "لا بد أن نكون يدًا واحدة، فهذه الأرض ليست عربية فقط، بل إسلامية. الرسول سلمنا إياها يوم الإسراء والمعراج، وهي أمانة في رقابنا، ويكفينا فخرًا أن الله عز وجل ذكرها في القران الكريم". وتأسف قائلًا "قامت دولة الصهاينة، وأصبحت حقيقة واقعة على الأرضن وخضنا حروبًا بعد 48 النكبة الأولى و67 النكبة الثانية. وبعد 67 تغيرت السياسة العربية رأسًا على عقب، وكانت السياسة العربية تقوم على أن إسرائيل باطل بُنِيَ على باطل. فلما حدثت نكبة 67 تغيرت السياسة، وأصبح كل همنا أن نزيل آثار العدوان، أي أنه أضفى الشرعية على عدوان 48، كأنه أصبح حقًّا لإسرائيل، وهكذا تغيرت السياسة 180 درجة، مؤكدًا أن حرب أكتوبر كسرت الغطرسة الإسرائيلية، وكسرت الجيش الذى كانوا يروجون له بأنه لا يُقهَر، وأثبتت أن إسرائيل ليست قوية، ولكننا نحن الضعفاء. وشدد سلامة على أن الفلسطينيين لو تنازلوا عن بلدهم، لوجب أن نقاتل نحن عنها؛ لأنها جزء من أرض الإسلام، ولأن القدس ليست ملكهم، بل هي ملك أمة الإسلام، وليست ملك هذا الجيل وحده، بل ملك الأجيال القادمة جميعًا. وعن تطور المقاومة قال سلامة إن انتفاضة السكاكين هي تطور طبيعي لاستغلال الكيان الصهيوني الثورات والأحداث الجارية بمصر والشرق الأوسط؛ لتتمادى في عمليات طرد السكان العرب ومصادرة أراضيهم، وضم الأراضي المحتلة إلى الدولة اليهودية بلا أي مراعاة للمواثيق الدولية، ولأنها توغلت في استخدام العنف ضد الفلسطينيين، تطورت مقاومتهم للاحتلال من قذف الحجارة الى الطعن بالسكاكين، وهو نتاج طبيعي لتطور العنف والإرهاب تجاه الفلسطينيين العزل. وعن ذكرياته مع النكبة، قال وهو يعض على أوجاعه نتيجة اشتداد مرضه، وربما أيضًا نتيجة الألم الذي يرافق تلك الذكريات "كلها ذكريات مؤلمة. المصريون شاركوا إخوانهم الفلسطينيين والعرب في معركة التحرير، ولكن الخيانة وقلة العتاد والسلاح كانت أقوى عليهم من العصابات الصهيونية". وبسؤاله عن جزيرتي تيران وصنافير، انفعل شيخ المجاهدين مرددًا "تيران وصنافير أراضي مصرية"، وأخذ يرددها عدة مرات، مؤكدًا أنه ليس من حق أي حاكم أو مسؤول مهما كان أن يفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر. وتابع سلامة قائلًا إن ذكرى النكبة تشهد على احتلال قرية أم الرشراش المصرية، وهى أرض مصرية مغتصبة في يد اليهود، فماذا حدث لنا؟ هل نسينا أرضنا، وبدلًا من العمل على إعادتها نفرط في غيرها بسهولة؟ ولماذا؟ ولمن؟!