نصف مليون بردية، و80 ألف قطعة أثرية، تعد من أكبر الاكتشافات الأثرية في تاريخ الإنسانية، هي أهم مكونات أرشيف مدينة البهنسا بمحافظة المنيا أو «أوكسيرينكوس» قديما، مازالت تحتفظ بها إنجلترا دون أي مطالبات من وزارة الخارجية المصرية لاستعادته. أرشيف «أوكسيرينكوس» الذي امتد من القرن الأول قبل الميلاد إلى السابع الميلادي، يعد الأعظم أثريًا، لا يضاهيه أهمية أي اكتشاف آخر؛ لما يحويه من كل أنواع العلوم التي عرفتها الحضارة الإنسانية، ومحفوظ حاليا في «متحف بيتري للآثار المصرية» بإنجلترا. يقول سلامة زهران، كبير مفتشي آثار البهنسا، إن المستكشفين الإنجليز «برنارد غرنيفل» و«آرثر هانت»، قدما إلى البهنسا عام 1896 ميلادية، وكانا يبحثان عن أية أعمال أدبية للعصر اليوناني، بعدما علما أن «أرسطوتوتليس» كتب دستور مدينة «أثينا» على ورق بردي مصري، وهو ما تم اكتشافه عام 1890 بمصر، وعثرا وقتها على مئات الآلاف من البرديات المحفوظة في سلال قمامة مدفونة في حُفَرْ، وتبين أن سكان «أوكسيرنكوس»، والموظفين الحكوميين، ظلوا لمدة ألف عام يضعون الأوراق التي لا يحتاجونها في سلال قمامة مصنوعة من السعف، ويطمرونها في حُفَرْ بعدة مواقع داخل رمال الصحراء بالبهنسا. ويضيف زهران ل«البديل»: أرسل «پترى» ثمانين ألف قطعة أثرية إلى لندن محفوظة في متحف باسمه «متحف پترى للآثار المصرية»، حوت نصوص أدبية باللغات اللاتينيّة واليونانية والقبطية، وهو ما سجلته االخطابات السرية بين المستكشفين، وأكدت إن حوالي خمسمائة ألف بردية نُقِلَتْ إلى لندن بواسطة «برنارد جرينفل» و«آرثر هانت». وعن أهمية البرديات، يتابع زهران: تتضمن كما هائلا من البرديات المسيحية، أهمها الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وُجِدَتْ معه كميات ضخمة من المخطوطات، كشفت جوانب الحياة اليومية لسكان «أوكسيرنكوس»، والحرف والصناعات، والزراعات، والمأكولات التي اشتهرت بها، إضافة لكم الضرائب وطرق جمعها. ونشرت صحيفة «إندبندنت»، في تقرير ترجمته «البديل»، أن الأرشيف تناول قصصا حول التراجيديا الإغريقية ل«سفر الخروج» في يناير 1897، إضافة لنصوص أدبية، ومقتطفات من «أندروميدا»، التراجيديا الضائعة التي أبدعها الشاعر «يوربيديس»، التي كتبت لأول مرة عام 417 قبل الميلاد. وذكرت الصحيفة أن العلماء المتطوعين ساعدوا في اكتشاف قطعة من أداء مسرحي ضائع من سفر الخروج، مكتوبة بأسلوب التراجيديا الإغريقية في القرن الثاني قبل الميلاد، ونقلت قول البروفسور «أوبينك»: لدينا الآن نسخة حقيقية وخطاب طويل للنبي موسى، يخبرنا عن تاريخ حياته.