نزلنا من السيارة , سبقني كالمعتاد ..عكس القمر ظله على الرمال , لحقت به , أمسكت كتفه بكفي , وخطونا سويا تجاه البحر , رفع رأسه نحوي ولاحظت أن طوله ازداد شبرا . أشار للنجوم – هذا ولد يفرد ذراعيه وشعره أشعث نظرت حيث أشار –كيف؟ -هكذا ظل التساؤل في عيني وأنا أحاول رؤية ما رآه , فأضاف – أحيانا الناس لا يفهمون بعضهم البعض -أفهم , لكني أراه جناحي طائر. دقق النظر في النجوم المنثورة أعلى السماء ..صمت للحظات ثم هز رأسه –جناحا طائر ..نعم -نعود؟ سرنا ببطء نحو السيارة , قبل أن يركب قال -ماما ..هل يمكنني الذهاب هناك ..عند البللورة؟ مشيرا لعمود الإنارة القريب , كان الكورنيش خاليا , والوقت موحش ولكن كلمة “بللورة” كان لها وقعا ساحرا على أذني ,فهززت رأسي “نعم” قبل العمود بخطوات وقف , استدار إلي ,ثم بدأ في الرقص محركا ذراعيه وساقيه بخفة ... وقف وحيدا يرقص , فوق رأسه قمر وبللورة ونجوم يشكلها على هواه . أنهى رقصته وعاد رافعا رأسه ومطلقا صوتا كالعواء . ضحكت -ما هذا؟ -ذئب ..هناك ذئب يطاردني نظرت في عينيه ..كانتا تبرقان ,وليس فيهما أثر للخوف . أشرت إليه -هيا سار متراقصا ,قفز في السيارة , وظلت عيناه معلقتان بالسماء ..ويداه ترسمان بالنجوم أشكالا جديدة .