جولة أخرى من الصراع الداخلي لحزب الوفد، بعد التطورات التي يشهدها حاليًّا إثر اعتصام تيار إصلاح الوفد داخل مقر الحزب؛ للمطالبة برحيل السيد البدوي، رئيس الحزب، ويتزعم تيار الإصلاح فؤاد بدراوي، النائب البرلماني، وآخرون من قيادات الحزب، الذين فصلوا من الحزب بقرار من الهيئة العليا. بداية الأزمة بدأ الصراع بتشكيل مجموعة من قيادات الحزب، على رأسهم فؤاد بدراوي، السكرتير العام السابق للحزب، بجانب 5 أشخاص آخرين، أبرزهم عبد العزيز النحاس، وعصام شيحة، عضوا الهيئة العليا السابقان، وعُرفت المجموعة فيما بعد ب«تيار الإصلاح»، وافتتحوا مقرًّا له على بعد خطوات من المقرر الرئيسي للحزب بالدقي؛ اعتراضًا على سياسات البدوي، التي تسببت في خسارة الوديعة المالية الموجودة في الحزب، وكانت تقدر بنحو 92 مليون جنيه في عام 2010، وأصبحت نحو 15 مليون جنيه في 2015، بجانب بعض المواقف السياسية لرئيس الحزب، التي تسببت في الهجوم عليه من قِبَل المعارضين، وانضمام بعض أعضاء الحزب الوطني المنحل إلى حزب الوفد، وعلى رأسهم ياسر الهضيبي ومحمد إبراهيم. فصل المعارضين وحاول البعض تهدئة الأجواء، وتدخل الرئيس السيسي، بعد تصاعد الأزمة في وسائل الإعلام، وعقد لقاء مع السيد البدوي والمستشار بهاء الدين أبو شقة، بجانب فؤاد بدراوي وعصام شيحة، وتم التوصل إلى اتفاق بعودة الأعضاء السبعة الذين تم فصلهم، لكن تم رفض هذا العرض، وتصاعدت الأزمة مرة أخرى، وانتهت بالفصل النهائي ومنع دخولهم مقر الحزب. المطالب الأربعة وبعد استقرار الأوضاع خلال الشهور الماضية، تجددت الأزمة باقتحام عدد من أنصار تيار الإصلاح مقر الحزب، وإعلان أربعة مطالب، بجانب رحيل البدوي، وهي: تنفيذ اتفاق الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تعيين عشرة من تيار الإصلاح في الهيئة العليا للحزب، وعودة المفصولين، وتنقية كشوف الهيئة الوفدية التي لها حق الانتخاب، وإجراء انتخابات عاجلة للحزب. لكن هذه الشروط كانت محل رفض من البدوي، الذي تمسك بشرعيته، وأنه رئيس منتخب للحزب وباقٍ حتى انتهاء فترة ولايته في عام 2017. لجنة للتفاوض عقب تطور الأحداث تم تشكيل لجنة من المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، وحسام الخولي، عضو الهيئة العليا، بجانب ياسر الهضيبي، وفي المقابل حضر من تيار الإصلاح النائب فؤاد بدراوي وعصام شيحة، وتم التوصل لاتفاق يرضي الطرفين، لكن مع بقاء البدوي رئيسًا للحزب. وقال النائب فؤاد بدراوي "لم يتم اقتحام حزب الوفد، لكن ما حدث هو اعتصام من جانب عدد من أبناء حزب الوفد، المعترضين على سياسة البدوي، الذي تسبب في تردي أوضاع الحزب وتراجع مكانته، وهذا واضح للجميع، سواء بانضمام عدد من الشخصيات غير المرحب بها إلى الحزب، أو بالنتائج السيئة التي قدمها الحزب في الانتخابات البرلمانية الماضية". وأضاف بدراوي أن حزب الوفد يمر بظروف صعبة، في ظل القيادة الموجودة حاليًّا، التي لابد أن ترحل وتترك الفرصة لقيادة جديدة وفكر جديد يليق باسم حزب الوفد وتاريخه، مشيرًا إلى أنه عقد لقاء من بعض قيادات حزب الوفد المؤيدين للسيد البدوي، واتفقوا على تعيين عدد من القيادات في الهيئة العليا، بحضور رئيس الجمهورية منذ عدة شهور، بجانب تنقية كشوف الوفد من الشخصيات التي أساءت للحزب، وعودة جميع المفصولين. على الجانب الآخر قال حسام الخولي، عضو الهيئة العليا "إن الطريقة التي تعامل بها ما يعرف بتيار الإصلاح عبثية ولا تليق بحزب الوفد، بجانب أن مطلب رحيل الدكتور السيد البدوي مرفوض؛ لأنه رئيس منتخب، ويتبقى نحو سنة على انتهاء مدة ولايته"، مشيرًا إلى أنه التقى عددًا من قيادات تيار الإصلاح، وسيتم عرض ما تم التوصل إليه على الهيئة العليا للحزب في الاجتماع المقبل.