في الوقت الذي يشهد فيه حزب الله حصارًا إعلاميًّا وسياسيًّا من دول عربية، نجد أن الكيان الصهيوني دائمًا ما يعبر عن أن حزب الله يشكل الخطر الرئيسي والحقيقي عليه، حيث قال قائد كتيبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي متمركزة بالقرب من الحدود اللبنانية، الأربعاء، بأن نشاط حزب الله يذكر بما فعله قبل حرب لبنان الثانية. وفي لقاء مع القناة الثانية وصف العقيد إلياف الباز كيف يقوم حزب الله بشكل وصفه بال "وسواسي" بمراقبة الجنود الإسرائيليين عبر الحدود. وقال الباز "يقوم حزب الله بجمع معلومات بشكل وسواسي عن كل ما يحدث هنا، كل شيء تقوم به قوات الأمن خاصتنا"، وأضاف "في الوقت الراهن هم متورطون في الحرب في سوريا، ولكن ما زالنا نراهم يتجولون ويستكشفون المواقع الإسرائيلية"، وتابع قائلًا إن ذلك "يذكر بما فعلوه قبل حرب لبنان الثانية". يذكر أنه في يوليو 2006 قام الكيان الصهيوني بإشعال حرب مع حزب الله في لبنان متحججًا بأنها جاءت ردًّا على اختطاف الحزب جنودًا إسرائيليين. وحسب تقرير فينوغراد قإن الكيان الصهيوني أخفق في هذه الحرب، وقتها تمثلت خسائر الكيان الصهيوني في مصرع 160 شخصًا بينهم 117 عسكريًّا ، فيما تجاوز عدد الجرحى 2800 شخص، وبلغ إجمالي الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي 5 مليارات دولار. ازدياد وتيرة التصريحات الصهيونية يبدو أن المخاوف الصهيونية من حزب الله بدأت تتفاقم شيئًا فشيئًا، خاصة أن حزب الله يكاد يكون الفصيل المقاوم العربي الوحيد المناهض للاحتلال الصهيوني والقادر صراحة على خوض حرب عسكرية في أي وقت معها، ففي وقت سابق من هذا الشهر قال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بأن قدرات المجموعة اللبنانية المحسنة تقلق إسرائيل كثيرًا. وقال الجنرال يائير جولان بأنه قد ينتج عن ذلك حرب شاملة، بما في ذلك رد قاسٍ من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال جولان "مقارنة ذلك بأي شيء مررنا به من قبل، فإنه، دون شك، أخطر من أي تهديد مررنا به". تصريحات جولان ازدادت بعد التهديد الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أواخر مارس الماضي في وجه الكيان الصهيوني، ولوّح فيه بضرب منشآتها النووية إذا اندلعت أي حرب مستقبلية بين الطرفين، مشيرًا إلى أن الحزب يملك كل التفاصيل حول أماكن البتروكيماويات والمرافق البيولوجية والنووية في جميع أنحاء الكيان العبري. وتعكس زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لروسيا، وطلبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منع تزويد حزب الله بأسلحة متطورة، الخوف الإسرائيلي المستمر من أنشطة حزب الله. ويرى مراقبون أن المخاوف الصهيونية من أي حرب محتملة مع حزب الله تعود إلى خشية الكيان الصهيوني من عودة الالتفاف الشعبي والعربي حول الحزب في حال دخول الأخير في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي، وذلك بعد أن نجحت إلى حد ما قوى دولية وإقليمية في زعزعة الصورة المقاومة لحزب الله من خلال إضفاء بعد طائفي للأزمة السياسية في سوريا.