تقدم المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب حتى الآن على منافسيه الجمهوريين الآخرين تيد كروز وجون كاسيتش، وذلك بحساب عدد المندوبين اللازمين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. حيث حصل ترامب على 740 مندوبًا، في حين أن أقرب منافسيه وهو تيد كروز له 504 مندوبين. أما كاسيتش فحصل على 145 مندوبًا فقط. ولكي يفوز أي منهم بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن المرشح يحتاج للحصول على 50% + 1 من الأصوات، أي 1237 من إجمالي 2472 مندوبًا. وفي حال استمرار ترامب بهذه الوتيرة التصاعدية في حصده للمندوبين، خاصة في الجولات والولايات المتبقية، فسيكون هو الفائز التلقائي ببطاقة الحزب الجمهوري. ترامب والحزب الجمهوري يبدو أن حالة من عدم الثقة بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب بدأت تتولد داخل الحزب الجمهوري، خاصة أن قياديي الحزب الجمهوري أعلنوا عدم تأييدهم لترشيح ترامب ممثلًا للحزب في الانتخابات الرئاسية. وهناك حلول جمهورية في محاولة لإيقاف قطار ترامب، حيث قرر المرشحان الجمهوريان تيد كروز وجون كاسيتش توحيد جهودهما؛ في محاولة لمنع منافسهما ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفق ما أعلن مسؤولو حملتهما أمس. آلية تنفيذ الخطة تأتي الخطة في توقيت مهم، حيث إن الإعلان عنها جاء في الوقت الذي ستجري فيه انتخابات تمهيدية مهمة في خمس ولايات أمريكية، هي (كونيتيكت، ديلاوير، ماريلاند، بنسلفانيا، رود آيلند) اليوم، والتي سيتصدر فيها ترامب المنافسة حسب استطلاعات الرأي. وتقضي الخطة بأن ينحي المرشحان الجمهوريان، تيد كروز وجون كاسيتش، خلافاتهما جانبًا؛ من أجل تعزيز فرصهما لوقف المرشح دونالد ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. حيث أصدر كروز وكيسيكبيانين، أعلنا فيهما اتفاقهما على أن يركز السيناتور كروز جهوده على الفوز في ولاية إنديانا، بينما يكرس كيسيكحملته الانتخابية في ولايتي أوريجون ونيو ميكسيكو. وأقام كروز مؤخرًا عدة فعاليات انتخابية في ولاية إنديانا، في مقابل الاهتمام القليل نسبيًّا بالولايات الخمس المقرر إجراء التصويت داخلها اليوم؛ مما يؤكد أهمية هذه الولاية. ويسعى المرشحان من خلال هذا الاتفاق إلى سد الطريق أمام الملياردير ترامب للحصول على العدد اللازم من المندوبين للفوز بترشيح الحزب. وقالت حملة كروز إن "فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له لرئاسة أمريكا سوف يكون كارثة مؤكدة بالنسبة للجمهوريين"، مضيفًا: "ترشيح ترامب سوف يمثل تراجعًا للحزب". ترامب والإفلات من المصيدة وعلى الرغم من تقدم دونالد ترامب السباق الرئاسي بفارق كبير، إلا أن شعبيته بدأت تثير الاستياء داخل الحزب الجمهوري، وفي ظل الخطط التي يضعها البعض لإبعاده، يتحتم عليه إن أراد تمثيل الحزب أن يصل إلى مؤتمر كليفلاند (أوهايو) في يوليو وقد حصد هذه الغالبية "المطلقة"، ما يعني أنه سيتحتم على ترامب عدم الاكتفاء بالتقدم على خصميه، بل تخطي العتبةالمطلوبة، حيث قال رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، راينس بريباس، الجمعة الماضية، أمام مندوبين جمهوريين في فلوريدا: "لن نسلم الترشيح ببساطة إلى شخص يحصل على الغالبية النسبية، حتى لو كان قريبًا من رقم 1237". ويرى مراقبون، من ضمنهم تيري مادونا، الأستاذ في معهد "فرانكلين آند مارشال كولدج" في بنسلفانيا، أن دونالد ترامب سيصل إلى نهاية عملية الانتخابات التمهيدية في 7 يونيو ولا يزال ينقصه ما بين 25 و100 مندوب لبلوغ العتبة الحاسمة. وصرح سيناتور تكساس لإحدى الإذاعات: "لا أعتقد أن دونالد بصدد الفوز بالغالبية"، مؤكدًا مرة جديدة أن أيًّا من المرشحين لن يصل إلى المؤتمر بغالبية مطلقة، الأمر الذي من شأنه أن يمنع ترامب من الحصول على أكثر من نصف المندوبين (الأغلبية المطلقة)، أي سيفوز ترامب في هذا السيناريو بأقل من 50% من أصوات المندوبين، وهو ما يطلق عليه (الأغلبية النسبية)، وعليه لن يتم انتخابه في الجولة الأولى التي يلتزم فيها المرشحون بالتصويت للمرشح طبقًا للأصوات الحاصل عليها في كل ولاية، ويتم اللجوء لجولة ثانية من التصويت، ويطلق على المؤتمر (مؤتمر متنازع عليه)، ويصبح على ترامب القتال داخل جدران قاعة مؤتمرات الحزب الجمهوري في مدينة كليفلاند؛ من أجل إقناع المندوبين بالتصويت له في هذه الجولة التي لا يلتزم فيها المندوبون بالتصويت لأي مرشح، ويمكن أن يخسر ترامب في هذه الحالة. ويرى مراقبون أن هذه الحالة من الممكن أن تؤدي إلى انقسام الحزب الجمهوري، فوقتها لن يضمن أحد التزام ترامب بعدم خوض الانتخابات مستقلًّا حال عدم حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري، خاصة أن ترامب سيراه بمثابة انقلاب سياسي عليه بعد وجود توافقات داخلية ضده لصالح المرشحين الجمهوريين الآخرين.