جاء تنازل الحكومة المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية ليعيد الجدل ويسلط الضوء على الجزر المتنازع عليها حول العالم، مثل جزر "الكوريل" بين روسياواليابان، وجزر "الفوكلاند" بين بريطانيا والأرجنتين، وجزر القرم بين روسيا وأكرانيا، وجزيرة دوكو بين اليابانوكوريا الشمالية. جزر الكوريل يرجع الخلاف حول جزر "الكوريل" بين روسياواليابان إلى مطلع القرن التاسع عشر، حين بدأ البلدان النزاع حولهما ورفض التنازل عنهما للأخر، ونتيجة للحرب الروسية اليابانية عام (1904- 1905) استعادة اليابان الجزر، لكن موسكو في أعقاب الحرب العالمية التانية تمكنت من السيطرة عليها مرة أخرى بموجب قرارات مؤتمر بوتسدام، وفى عام 1956 وقّعت موسكو وطوكيو اتفاقية، قضت بتقاسم الجزر الجنوبية الأربع من جزر كوريل لتحصل كل منهما على جزيرتين. وأعتبر الكثيرون في ذلك الوقت أن هذه الاتفاقية ستنهى النزاع بين روسياواليابان، إلا أنه تم توقيع اتفاقية أمنية بين اليابانوالولاياتالمتحدة لإعادة الخلاف مرة أخرى، حيث تخلى الاتحاد السوفييتى على إثرها عن التزامه بالاتفاقية الموقعة مع اليابان، وخلال الحرب الباردة لزمت موسكو الصمت حيال موضوع الجزر، رغم تأكيد الجانبان فى عام 1993 تمسكهما بهذه الاتفاقية، إلا أن القيادة اليابانية الجديدة خرجت بموقف مختلف مطالبة بالجزر الأربع. جغرافيا تقع جزر الكوريل في منطقة سخالين أوبلاست فى روسيا، وتخضع جميع جزر هذه المنطقة وعددها 56 لروسيا، غير أن اليابان تعتبر الجزر الأربع الواقعة في أقصى الجنوب جزءا من أراضيها، ما أدى إلى نزاع جزر الكوريل الحالي ودائما ما يجدد الجانبان أحقيتهما في هذه الجزر، وتصر اليابان على ضم هذه الجزر إلى السيادة اليابانية باعتبارها أراضي يابانية احتلتها روسيا خلال الحرب العالمية الثانية، بينما تؤكد روسيا أن جزر الكوريل أراض روسية. جزر فوكلاند عرفت بأسماء متعددة منها "المالوين" و"مالفيناس"، وجزر الفوكلاند، وهي المنطقة الوحيدة في أمريكا الجنوبية التي تخضع لسيادة بريطانيا، مما جعلها بؤرة صراع بين الأرجنتين وبريطانيا، كانت آخر فصوله حرب الفوكلاند التي خاضها البلدان مطلع ثمانينيات القرن الماضي. وتقع جزر الفوكلاند على الحدود بين الإقليم المحيطي وإقليم التندرا، وتتكون من جزيرتين كبيرتين هما فوكلاند الشرقية والغربية، وتمتاز بسلاسل جبلية كثيرة يصل ارتفاعها إلى 700 متر فوق مستوى البحر. وتمتد الفوكلاند على مساحة 12 ألف و200 كيلومتر مربع، وتبعد عن الشواطئ الجنوبية للأرجنتين بحوالي 480 كيلومترا، ويقدر طول شواطئها ب1300 كيلومتر، عاصمة الأرخبيل بورت ستانلي الواقعة في فوكلاند الشرقية. لا يتعدى سكانها ثلاثة آلاف نسمة معظمهم من أصول بريطانية، إضافة إلى مجموعات صغيرة من جنسيات أخرى، مثل الفرنسيين وجبل طارق وبلدان إسكندنافيا، وعلى الرغم من أن الجزر أقرب من الناحية الجغرافية إلى الأرجنتين من بريطانيا فإن سكانها يتحدثون الإنجليزية ويعتبرون أنفسهم بريطانيين. ونشبت حرب بين الأرجنتين وبريطانيا عام 1982، وانهزمت فيها الأرجنتين، ثم نظم استفتاء في مارس 2013 قرر فيها سكانها البقاء تحت سيادة بريطانيا، وتعتبر الأرجنتين الوجود البريطاني على حدودها أثرا من آثار الاستعمار، ويطلق الأرجنتينيون على الجزر اسم "مالفيناس" ويتحسرون على ضياعها باعتبارها "الشقيقات الصغيرات الضائعات". وترى بريطانيا أن القضية أصبحت مسألة تقريرا مصيرا، وتقول صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، إن الأغلبية الساحقة من سكان فوكلاند يريدون البقاء جزءا من بريطانيا وهي التي منحتهم حكما ذاتيا وحماية عسكرية، وإلى جانب ادعاءات البلدين بحقهما في الجزر ثمة سبب اقتصادي يجعل كلا منهما يتمسك بها، فبريطانيا تخطط للتنقيب عن النفط والغاز حول الجزر، أما الأرجنتين فتراها فرصة لسكانها للتكسب من صيد الحبارى وللتنقيب في أعماق بحرها لاستخراج النفط والغاز لتصبح كويت أمريكا الجنوبية، بحسب كلاوس دودس أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة لندن. جزيرة القرم هي من إحدى المناطق التي اشتهرت بكثرة الحروب عليها، فالقرم كانت تحت السيادة الروسية منذ بداية القرن ال18، بعدما غزتها روسيا وطردت منها الحكم العثماني، وظلت أرضا روسية طوال العهد القيصري حتى العهد السوفيتي، لكن تغير الحال مع تفكك الإمبراطورية السوفيتية، حين انتقلت السيادة لأوكرانيا، وكان السبب في هذا هو قرار إداري من الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، الذي نقل إدارة القرم لأوكرانيا السوفيتية وقتها، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 ظلت القرم مع أوكرانيا، ولكن بها مجموعة إثنية روسية. وعقب اشتعال الثورة الأوكرانية في 2014 التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته المقربين من روسيا، تظاهر محتجون في جزيرة القرم معظمهم ينتمي للقومية الروسية، اعتراضًا على الأحداث الجارية في كييف وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوكراني، وأسفر ذلك عن قيام استفتاء حدد فيه استقلال الجزيرة لتكون تحت الولاية الروسية، الأمر الذي تسبب في موجة اعتراضات أمريكية وغربية، ولكن مع هذا دخلت القوات الروسية القرم وسيطرت على جميع المواقع العسكرية فيها بل أصبح جواز السفر الخاص بالقرم هو جواز السفر التابع لروسيا الاتحادية. قبرص عقود من النزاع التركي والقبرصي المتحالف مع اليونان على الجزيرة لعقود طويلة، لكن السيطرة الآن مقسمة فيها، حيث يحكم الأتراك 37% منها، واليونانيون يحكمون 63%، فيما تقع بينهما منطقة عازلة يديرها الناتو، في عام 1878 وبموجب اتفاقية بين الدولة العثمانية وبريطانيا حصلت الأخيرة على حق إدارة جزيرة قبرص مع الاحتفاظ بسيادة الدولة العثمانية، وفي عام 1923 وبموجب معاهدة "لوزان" تخلت تركيا عن قبرص تمامًا، وأعلنتها بريطانيا مستعمرة تابعة لها وظل الوضع قائما حتى عام 1955، لكن ضاق بالقبارصة اليونانيون الغزو البريطاني، ونظموا عمليات مسلحة ضد القوات البريطانية طالت القبارصة الأتراك، الذين كانوا يدعمون الوجود البريطاني، مما دفع بالجزيرة القبرصية نحو حرب أهلية. وفي عام 1959 اجتمع قادة حركات وجماعات قبرص الأتراك واليونانيين مع ممثلي الأممالمتحدة، لبحث استقلال الجزيرة، وهو ما تحقق في 16 أغسطس عام 1960، وتم وضع دستور جديد ينص على إشراك القبارصة الأتراك مع القبارصة اليونانيين، لكن في عام 1974 بدأ النزاع الحقيقي بين الجانب التركي والقبرصي اليوناني، إذ غزت تركيا قبرص، وذلك بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته الجزيرة في يوليو عام 1974، واستطاعت القوات التركية السيطرة على جزء من الجزيرة، وأجبرت 170 ألف قبرصي يوناني على النزوح جنوبا، تبعه انتقلا 50 ألف قبرصي تركي من الجنوب إلى الشمال. وبعد ذلك أعلن القبارصة الأتراك، الحكم الذاتي في شمال الجزيرة القبرصية عام 1975، تحت مسمى "الولايات القبرصية التركية الفيدرالية"، وسرعان ما اعترفت تركيا بهذه الدولة التي أُطلق عليها "جمهورية شمالي قبرص التركية"، ليبدأ التدخل الدولي في المسألة القبرصية، بإصدار مجلس الأمن القرار رقم 541، الذي ينص على عدم شرعية تلك الجمهورية، مطالبا القوات التركية بالانسحاب من قبرص. وفي الأيام الأخيرة زاد الخلاف "التركي-اليوناني" بشأن الجزيرة القبرصية، إذ دفعت تركيا ببوارجها الحربية بالقرب من المياه الإقليمية لقبرص الجنوبية، كما تقدمت سفن تابعة لقبرص الجنوبية نحو الحدود التركية الجنوبية في محاولة استفزازية للجانب التركي، الذي بدوره دفع ببوارج حربية أجبرت السفن القبرصية على العودة إلى قبرص اليونانية. جزيرة دوكدو هي جزيرة تعد مصدر خلاف دائم بين الجارتين الأسيتين، فعلى الرغم من أن العلاقة اليابانية الكورية تعتبر إلى حد بعيد جيدة في مواجهة كوريا الشمالية النووية، إلا أن كثيرًا ما تثير هذه القضية الخلاف بين البلدين والتي لم تنتهى سياسيا ولا سياديا. تقع هذه الجزيرة المتنازع عليها فى منتصف الطريق بين اليابانوكوريا الجنوبية وتعرف باسم "دوكدو" فى كوريا الجنوبية وباسم "تاكيشيما" فى اليابان، وتعتبر منطقة صيد بحري غنية، فضلا عن أنها قد تحتوي على كميات كبيرة من احتياطيات الغاز الطبيعي، وتستقر فيها حامية تابعة لحرس الحدود الكوريين الجنوبيين. ووفقا للوثائق التاريخية فقد ضمت الإمبراطورية اليابانية جزيرة "دوكدو" إليها عام 1905 وفي عام 1954 أصدر الرئيس الكوري الجنوبي سيانجمان ري، قرار بعودة جزيرة دوكدو كجزء من الأراضي الكورية، وما زالت اليابان تطالب بعودة تلك الجزيرة حتى الآن.