زار رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي طهران أمس الأول على رأس وفد سياسي واقتصادي؛ لبحث سبل تطوير التعاون بين الجانبين. وتعد هذه هي الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول أوروبي منذ رفع العقوبات عنها. وشهدت الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والسياحية، إضافة إلى الطاقة بين البلدين. استقبال الوفد الإيطالي كان في استقبال رينزي في المطار وزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد رضا نعمت زادة، ورافق رينزي في زيارته لإيران وفد رفيع من 250 شخصًا، يضم كلًّا من وزير التربية والتعليم والجامعات، وبعض مساعدي الوزارات ورؤساء مؤسسة شركة "ساجة" لتأمين الصادرات، وشركة "إيني" النفطية، واتحاد "كنفيندوستريا" ومؤسسة "إيجه" للتجارة الخارجية، وممثلي الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأصحاب الصناعات وكبار مدراء البنوك الإيطالية. الاتفاقيات المبرمة تم توقيع سبعة بروتوكولات في مجالات السياحة والطاقات المتجددة وسكك الحديد والبنى التحتية للمرافئ، وأوضح الرئيس روحاني أن عدد مذكرات التفاهم الإجمالي التي تم توقيعها بين إيطالياوإيران في كل من روماوطهران بلغ 36 مذكرة. من جهتها أعلنت إيطاليا عن تقديم تسهيلات ائتمانية وضمانات مالية بنحو 8.8 مليار يورو (10.05 مليار دولار)؛ لاستئناف صادراتها إلى إيران، بحسب ما قالت وكالة ائتمان الصادرات الإيطالية. وأكدت الوكالة في بيان لها أن بنك «كاسا ديبوزيتي إي بريستيتي» الإيطالي الذي تديره الدولة سيفتح خطوط ائتمان بأربعة مليارات يورو للشركات التي تعمل في البنية التحتية للنفط والغاز، بينما ستقدم وكالة ائتمان الصادرات ضمانات قروض وتمويلا تجاريا بنحو 4.8 مليار يورو. كما وقعت شركة «سيابم» الإيطالية مذكرة تفاهم لمشروع حقل طوس الإيراني للغاز، الذي يحوي أكثر من 60 مليار متر مكعب من الغاز، ويشمل الاتفاق حفر خمس آبار مع خيار لبئرين إضافيتين، إلى جانب تصميم وتشييد كل مرافق إنتاج الغاز. وفي السياق ذاته تم توقيع اتفاق لبناء خطي سكك حديد سريعين بين طهران وهمذان (شمال غرب) وقم وآراك (شمال) من المسؤولين في الشركة الإيطالية للسكك الحديد والشركة الوطنية الإيرانية، كما أعلنت المجموعة الإيطالية في روما. وينص الاتفاق على تدريب موظفين إيرانيين. تبادل الزيارات جاءت الزيارة الإيطالية لطهران ردًّا على زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لإيطاليا، فالعلاقات الإيرانية الإيطالية بدأت في التطور بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع مجموعة الخمسة +1، حيث زار روحاني إيطاليا مطلع العام الجاري، ورأى مراقبون في الزيارة تطورا كبيرا في العلاقات بين البلدين، خاصةً أن إيطاليا كانت وجهة روحاني الأولى لأوروبا، واعتبر مراقبون أن الجانب الإيطالي أفرط أيضًا في كرم الضيافة، حيث جرى تغطية العديد من التماثيل العارية؛ لتجنب الإساءة إلى مشاعر الرئيس الإيراني، وزار روحاني ورئيس وزراء إيطاليا متحف كابيتوليان في العاصمة الإيطالية روما، وتحدثا منه بعد توقيع الشركات الإيطالية عددًا من الصفقات مع إيران. العلاقات الاقتصادية بين إيرانوإيطاليا يذكر أن إيطاليا كانت دائمًا الشريك التجاري الأول لإيران، قبل فرض العقوبات عليها بسبب البرنامج النووي الإيراني، منذ نحو 10 سنوات، وبالتالي فعند رفع هذه العقوبات، من المنطقي أن تكون إيطاليا أول الدول التي تستعيد وتجدد علاقاتها الاقتصادية والسياسية معها. وكان حجم التبادل التجاري بين كل من إيطالياوإيران كان وصل قبل 10 سنوات إلى نحو 7 مليارات يورو، ولكن مع فرض العقوبات الاقتصادية وصل إلى نحو 1.6 مليار يورو فقط، وخسر الطرفان كثيرا من المصالح الاقتصادية التي كانت تربطهما.