يبدو أن أرضية الرئيس السيسي تآكلت؛ نتيجة عدة مواقف اتخذها، آخرها، التنازل عن جزيريتي تيران وصنافير للسعودية، الأمر الذي أثار موجة من الغضب بين أطياف المجتمع، من سياسيين وقانونيين وخبراء ومواطنين، عادت على إثرها دعوات التظاهر مرة أخرى يوم الجمعة المقبل؛ لتجميد القرار. لم يكن التنازل عن الأرض وحده سبب الغضبة، بل سبقها كارثة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، وقطع العلاقات مع دولة إيطاليا، التي سحبت سفيرها من مصر، فضلا عن إمكانية فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على مصر؛ بسبب التعتيم والتضليل من المسؤولين بالدولة حول حقيقة القتل. ومثّل توقيع مصر على اتفاقية مبادئ سد النهضة في مارس 2015، بين رؤساء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، تورط جديد للسيسي واعتراف بالسد دون أي اعتراف من إثيوبيا بحصة مصر المائية. وشرعت الحكومة خلال الفترة الماضية، في وضع خطة لرفع أسعار السلع وخفض الدعم، منها ما طبقته بالفعل، ومنها ما تم إرجاؤه انتظارًا لعرضه على البرلمان، أبرزها رفع الدعم تماما عن الكهرباء في غضون 5 سنوات. كما وافق مجلس الوزراء بشكل نهائي على رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق؛ لتبدأ ب1.5 جنيه للرحلة البالغة 9 محطات، وتصل إلى 3 جنيهات لجميع محطات المترو بخطوطه الثلاثة، لكن لم يتم تطبيقها حتى الآن، إضافة إلى الموافقة على تطبيق قانون القيمة المضافة الذي انتهت وزارة المالية من إعداده وإحالته لمجلس الوزراء، وينتظر موافقة مجلس النواب. وتأتي انتهاكات الشرطة لتأخذ نصيب الأسد من غضب المواطنين ضد الرئيس ونظامه، كان آخرها مقتل سائق الدرب الأحمر، محمد عادل، بعد مشادة كلامية مع أمين شرطة، أخرج على إثرها الأخير سلاحه وأطلق النار عليه، فأرداه قتيلا. ولم يسلم أعضاء مجلس النواب من بطش أمناء الشرطة، ففي 14 فبراير، اتهم الدكتور محمد عبد الغني، عضو مجلس النواب، أحد أمناء شرطة المطار بالتعدي اللفظي عليه، وفي 14 فبراير، اعتدى أمين شرطة بمنيا القمح في الشرقية بالضرب على المحامي أحمد والي، أثناء ممارسة عمله، وتقدم المحامون بشكوى لنقيب المحامين سامح عاشور بذلك، ونظموا وقفة احتجاجية رفضا لما بدر من أمين الشرطة. وقال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القرارات التي يتم اتخاذها دون دراسة، تسببت في تراجع شعبية الرئيس، أبرزها سوء إدارة أزمة الباحث الإيطالي ريجيني، واتفاقية المبادئ مع إثيوبيا. وأضاف مرزوق ل«البديل» أن التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، أكبر من مسألة تراجع شعبية السيسي أو الحكومة؛ لأنها أرض مصر منذ مئات السنين.