تضمنت الخطة القومية لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الخاصة بالنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية، التوسع في زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا؛ لكونهما المكونات الرئيسة لصناعة الأعلاف؛ لتحقيق نسبة كبير من الاكتفاء الذاتي، للتغلب على مشكلة ارتفاع تكاليف الأعلاف، حيث إنه من المستهدف أن تصل المساحة المنزرعة بالذرة الصفراء، خلال هذا الموسم إلى مليون فدان؛ لازدهار الصناعة المحلية للأعلاف وتنميتها، مما يساهم في تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، حيث إن مصر لا تستورد أعلافًا مصنعة من الخارج، بل يتم استيراد بعض مكوناتها، حيث تم مؤخرًا استيراد 178 ألف طن من الإضافات المكونة للأعلاف، فضلًا عن 8.3 مليون طن ذرة صفراء خلال العام الماضي. وعلق قال الدكتور محمد فتحي سالم، الخبير الزراعي، بأن الذرة الصفراء وفول الصويا هما أساس صناعة الأعلاف، لافتًا إلى أن مساحة المليون فدان التي تستهدفها الوزارة لزراعة الذرة الصفراء غير كافية لسد العجز من المحصول، وأنه لابد من التوسع بشكل يضاعف تلك المساحة ليصير 2 مليون فدان، بالإضافة إلى زراعة مليون ونصف فدان فول صويا أصناف عالية الإنتاجية ومقاومة لدودة ورق القطن، مما سيكون له مردود على خفض الكميات المستوردة وتكلفتها، حيث يمكن توفير نحو 40 مليار جنيه فاتورة الاستيراد، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء «الثروة الداجنة» في أقل من عام، وتوفير فرص عمل لحوالي 5 ملايين مصري؛ للعمل بقطاع الثروة الداجنة. وأكد سالم أهمية ضمان التسويق قبل التوسع في الزراعة، لترغيب الفلاحين في زراعة الذرة الصفراء، بعد عزوفهم عنها، خلال السنوات الماضية؛ لعدم قدرتهم على بيعها بسعر يناسب تكاليف الزراعة، مع توفير هامش ربح بسيط، لذلك يجب أن تكون زراعة الذرة الصفراء تعاقدية، بسعر منافس لا يقل عن 450 جنيهًا للأردب وبعقود ملزمة، موضحًا أنه بذلك التوسع يمكن توفير استيراد نحو 6 مليون طن ذرة صفراء، وكلها مهندسة وراثيًّا وتشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان المصري، من خلال دخولها في برامج علف الدواجن بنسبة 60% وعلف المواشي أيضًا، علمًا بأن الدول التي يتم بالاستيراد منها «الأرجنتين والبرازيل وأمريكا» تزرع الأصناف المهندسة وراثيًّا GMO وتصدرها إلى الدول النامية، وعلى رأسها مصر. وأضاف حمدي السيد، أستاذ تغذية الحيوان بزراعة عين شمس، أنه يجب التوسع في زراعة محاصيل الأعلاف، خاصة محصولي الذرة بنوعيها «الصفراء البيضاء، وفول الصويا» اللذين يمثلان نحو 80% من المكونات الرئيسة للأعلاف، لافتًا إلى أن الفجوة في الاحتياجات الفعلية من الأعلاف المركزة تتراوح ما بين 5 6 ملايين طن سنويًّا، تتم تغطيتها بالاستيراد، حيث إن ما ينتج منه محليًّا يقدر ب7 ملايين طن سنويًّا، بينما تصل احتياجاتنا الفعلية إلى 12 مليون طن سنويًّا، مشيرًا إلى أن مساحة الذرة الصفراء المزروعة لا تتعدى 325 ألف فدان سنويًّا، بمعدل إنتاجية للفدان بنحو 18 أردبًا، بالإضافة إلى 1.5 مليون فدان تتم زراعتها بالذرة الشامية، بمعدل إنتاجية للفدان حوالي 24 أردبًا، وهي كلها كميات يتنافس عليها الإنسان والحيوان، مما يجعلها تغطي 20% فقط حاحتنا للذرة للعلف الحيواني، مؤكدًا أنه لابد من مضاعفة المساحة المنزرعة ثلاثة أضعاف المساحة الحالية، وذلك سيأتي على حساب محاصيل أخرى؛ لسد جزء من الفجوة في تلك المحاصيل، وليس الاكتفاء الذاتي منها. وأوضح أستاذ تغذية الحيوان، أن مصر تستورد 2.5 مليون طن من فول الصويا كمصدر للبروتين في علائق الحيوان، مما يشكل عبئًا على إنتاجية اللحوم «البيضاء الحمراء» والأسماك أيضًا.