رقصة السلطة بين السياسة والأمن في «حلم البصاصين» بمهرجان الإسكندرية للمسرح المعاصر

حول شغف السلطة وعلاقات المصالح والشد والجذب بين سلطة السياسي الحاكم و سطوة جهاز الأمن، افتتح عرض "حلم البصاصين" لفرقة الرقص المسرحي الحديث فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الإسكندرية الدولي للمسرح المعاصر، الذي ينظمه مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية من 5 إلى 10 إبريل الجاري.
عرض "البصاصين" تصميم وإخراج مناضل عنتر، عن رواية "الزيني بركات" للراحل جمال الغيطاني، والتي تدور في العصر المملوكي حول سجال وصراع السلطة بين ناظر الحسبة الشريفة الزيني بركات الذي وصل بدهائه السياسي إلى منصب عزيز مصر وكبير البصاصين وزكريا بن راضي الذي لقب بالشهاب الأعظم وطور مهنة البصاصة؛ لينقل البصاص من المقام الأدنى إلى المرتبة الأعلى، والذي بلغ درجة مخيفة في عمله؛ نتيجة لاعتماده على التجسس على الناس، ويستخدم طرقًا مرعبة في استنطاق الناس والسيطرة عليهم. قدم العرض ثنائيات راقصيةتجسد فكرة صراع السلطة بين السياسي ورجل الأمن ووضعها في إطار عصري عبر ملابس بسيطة تقتصر علي ثنائية الأبيض والأسود، مستعينًا بمهارات راقصيه وقدراتهم في تشكيل لوحات فنية بأجسادهم تعكس العلاقة والصراع على السلطة بين الشخصيتين.
استخدم المخرج اختيارات موسيقية من أغانٍ وتراتيل صوفية إلى أغنيات حديثة، منها "بعد البيبان" غناء دينا الوديدي التي تحتفي بالشجاعة في مواجهة الحياة والمجهول.
العرض يمثل رؤية ثانية للرواية، وكان المخرج قدمه كجزء ثانٍ في عرض "مولانا" في 2013 لتأتي الرؤية الجديدة منحازة لمزيد من التخفف من المشاهد التمثيلية والكلام لصالح التعبير الحركي الراقص.
العرض إنتاج فرقة الرقص المسرحي الحديث التابعة لدار الأوبرا، والتي أسسها عام 1993المصمم والمخرج اللبناني وليد عوني، وتعتبر الأولى من نوعها في الوطن العربي، ويتولي ادارتها حاليًّا مناضل عنتر. قدمت الفرقة أكثر من 26 عرضًا، وساهمت في صعود عدد من المصممين الذين أسسوا فرقًا أخرى أحدثت حراكًا في عروض الرقص المعاصر في السنوات الأخيرة، وشاركت في كثير من المهرجانات الدولية، وقدمت عروضها في غالبية الدول العربية والأوروبية وأمريكا والصين وكوريا.