دائمًا ما يعود الصيادون الفلسطينيون إلى شواطئ قطاع غزة محملين بخيبات أمل كبيرة؛ نتيجة لعدم جدوى توسيع منطقة الصيد من 6 إلى 9 أميال بحرية. وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن مطلع الأسبوع عن تسهيلات لصيادي القطاع، بتوسيع منطقة الصيد المسموح بها، طبقًا لاتفاقية أوسلو، رغم أنها تنص على أن تكون 20 ميلًا بحريًّا، إلا أن الاحتلال كعادته أخلَّ بجميع الاتفاقات بينه وبين السلطة الفلسطينية. وعقب الحرب الأخيرة على قطاع غزة تم الاتفاق على أن تصل المساحة المسموح بها لصيادي قطاع غزة إلى 12 ميلًا بحريًّا، لكن الاحتلال استمر في تقليص تلك المساحة بترهيب وإغراق واحتجاز قوارب الصيادين الذين كانوا يتجاوزون مسافة 6 أميال. وصرح نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش أن مساحة الصيد التي أضافها الاحتلال؛ لتصبح 9 أميال بحرية لم تحقق أية فائدة للصيادين، حيث إن المنطقة التي سُمِح فيها بالصيد رملية وخالية من الصخور، ولا تتكاثر فيها الأسماك. وأضاف عياش: إذا تم زيادة المساحة على طول ساحل القطاع بدلًا من منطقة محددة، فإن الصيادين يمكن أن يستفيدوا فعليًّا من هذه الزيادة، خاصة إذا شملت مناطق تكاثر الأسماك. وعبّر بعض الصيادين عن استيائهم الشديد لهذه الزيادة في مساحة الصيد؛ إذ إنها لا تضيف لهم شيئًا ملموسًا، وبالطبع فإن الاحتلال يقدمها للصيادين كأنها منّة يتفضل بها عليهم. والتقت "البديل" بعض الصيادين، حيث قال منذر غازي الذي عاد من يومه الأول من الإبحار في مسافة ال 9 أميال: إن المساحة الجديدة غير مجدية، بل إنها ضيقة ومحدودة، إضافة لتواجد آلاف الصيادين من مختلف أنحاء القطاع في البحر. وأضاف: تعرضنا لإطلاق نار من الزوارق الإسرائيلية، وكانت المنطقة التي حصرنا بها ضيفة؛ ما سبب لنا مشاكل في البحر، مشيرًا إلى أن المناطق الجنوبية التي سُمح بالخوض فيها لا تحتوي على ثروة سمكية كتلك التي في المناطق الشمالية، والتي يُمنَع الاقتراب منها، معربًا عن اعتقاده بأن الاحتلال سمح بدخول تلك المناطق بعد الكشف عن عدم وجود ثروة سمكية في المكان، وأكد أن هذه التسهيلات ليست سوى دعاية إعلامية كاذبة للترويح بأن الاحتلال يساهم في التخفيف من الحصار، ويقدم تسهيلات للحد من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وأعرب الصياد يحيى عويص عن أمله في أن يتم السماح بأكثر من 9 أميال؛ حتى يتم صيد أنواع وفيرة، تكفي حاجة المواطنين في قطاع غزة وتزيد من دخل الصيادين، الذين يعملون ليل نهار لسد قوتهم اليومي. متسائلًا عن سبب محاربة أرزاقهم. يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصارًا بحريًّا خانقًا على صيادي قطاع غزة منذ مطلع أكتوبر عام 2000، عن طريق منع وصول الصيادين إلى مناطق يطلق عليها الاحتلال "المناطق العازلة"، ويتعرض كل من يقترب من هذه المناطق إلى إطلاق نار أو اعتقال أو قتل مباشر. ووفقًا لنقابة الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة فإن أكثر من 4 آلاف صياد يقومون بإعالة عائلاتهم من مهنة الصيد وحدها.