حقق المنتخب المصري الأول لكرة القدم، أمس، تعادلًا مثيرًا أمام مضيفه النيجيري، بهدف لمثله، في المباراة التي جمعتهما على ملعب «أحمدو بيلو» ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2017 بالجابون. جماهير الكرة المصرية تابعت بشغف المباراة المرتقبة، التي قلب الفراعنة تأخرهم فيها بهدف لتعادل ثمين في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، توقيع فرعون روما محمد صلاح. ومع انطلاق صافرة النهاية تركت الجماهير المصرية الحديث عن الفنيات وإدارة الأرجنتيني هيكتور كوبر للمباراة، واصبح الشغل الشاغل الحديث عن مدرجات ملعب أحمدو بيلو، التي امتلأت عن آخرها بالجماهير النيجيرية التي احتشدت لمؤازرة منتخب بلادها. عشاق الكرة المصرية تحدثوا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن المشهد التي شاهدته أمس عبر الشاشة الصغيرة، وقارنته بمشهد مدرجات الملاعب المصرية في الآونة الأخيرة، والتي تظهر خاوية من الجماهير. وطرح العديد من الجماهير المصرية المتعطشة للعودة إلى المدرجات مرة أخرى العديد من الأسئلة على الأمن المصري الذي يرفض بشدة عودة الجماهير مرة أخرى، وعلى رأس تلك الأسئلة: هل الوضع الأمني في مصر أسوأ من الذي تمر به العراقونيجيريا كي تخوضا هما مبارياتهما بجمهور ونلعب نحن بدون جماهير؟ مع طرح الجماهير المصرية هذا السؤال، يجد الأمن المصري نفسه في مأزق كبير، لأن المشهد في مصر لا يقارن بالعراقونيجيريا. حيث تعاني الأولى من حرب طاحنة منذ احتلال الأمريكان للعراق، لم تنتهِ حتى الأن، واشتعلت تلك الحرب مع ظهور الدولة الإسلامية «داعش». ولكن على الرغم من كم الدماء التي أسيلت على الأراضي العراقية، ضرب الشعب العراقي والحكومة والاتحاد العراقي لكرة القدم المثل، وأثبت أن كرة القدم تجمع الجميع تحت رايتها بخوض أهم مباريات الدوري العراقي «الكلاسيكو» بين القوة الجوية والزوراء بحضور الجماهير في مشهد حضاري. وفي المشهد الثاني هناك جماعة بوكو حرام التي أشعلت الوضع في نيجيريا خلال الآونة الأخيرة، ولكن لم يخشَ النظام النيجيري التهديد الذي تحمله هذه الجماعة، وأقام مباراته أمام الفراعنة في حضور الجماهير؛ ليخوض المنتخب المصري مباراة صعبة وسط حضور جماهيري مكثف، رصدته عدسات وسائل الإعلام الأوروبية وتحدثت عنه. ومع الحديث عن المشهدين الأول والثاني، نجد اتحاد الكرة يستجدي الأمن المصري؛ للسماح له بزيادة عدد الجماهير في لقاء الجولة الرابعة بالتصفيات الإفريقية أمام نيجيريا المقرر لها في 29 من الشهر الجاري، ولكن الأمن يرفض، ويتمسك برأيه بالاكتفاء بحضور 15 ألفًا فقط. ويبقى سؤال الجماهير المصرية باقيًا يطرح نفسه، ينتظر أن يجيب عنه أحد من المسؤولين عن الأمن في مصر: هل دولة بحجم وقيمة مصر غير قادرة على تنظيم بطولة دوري أو تنظيم مباراة لمنتخبها الوطني بحضور الجماهير؟