خلال الساعات الأخيرة، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا بشأن حادث مقتل الطالب ريجيني، الذي عثر على جثته مطلع شهر فبراير الماضي بالطريق الصحراوي. تضمن البيان بعض الصور لمقتل 5 أشخاص في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، تقول الداخلية إنهم من قتلوا ريجيني، وسرقوا متعلقات مواطن إيطالي آخر، رواية الداخلية قوبلت بموجة من الانتقاد وصلت إلى حد السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب أن بيان الداخلية تضمن جميع متعلقات الطالب الإيطالي دون أن يفقد منها شيئًا، بالإضافة إلى أن المتهمين بحسب بيان الداخلية متخصصون في استهداف السائحين. وجاء نفي نيابة القاهرة الجديدة ما زعمته الداخلية في بيانها، ليضاعف من هذا الانتقاد، ليتأكد أن الحادث ليس له علاقة بمقتل الطالب الإيطالي من قريب أو بعيد، الأمر الذي وضع الأجهزة الأمنية في موقف لا تحسد عليه، خاصة أن بيان وزارة الداخلية يفتقد الثقة لدى الكثيرين. فيما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن مسؤولين أمنيين مصريين قالوا: إن قوات الشرطة المصرية احتجزت الطالب الإيطالي جوليو ريجيني قبل العثور عليه مقتولًا. وعثرت السلطات المصرية على جثة ريجيني بالطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية، بعد اختفائه يوم 25 يناير الماضي، الذي وافق الذكرى الخامسة لثورة يناير، وأشارت تصريحات الداخلية عقب العثور على الجثة إلى أن الواقعة مجرد حادث سير، وليست جنائية، حسبما أوضح نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اللواء علاء عزمي، الذي أكد في تصريحات صحفية أن تقرير الطب الشرعي الذي سيصدر عقب تشريح الجثة سيكشف عن أسباب الوفاة. وخلال الأسبوع الماضي خرج مواطن يدعى محمد فوزي، الشاهد فى قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وقال إنه كان بالقرب من ريجيني خلف القنصلية الإيطالية، وارتفع صوته وصوت شاب آخر، وكانا يتشاجران، وأضاف فوزي، خلال برنامج «على مسؤوليتي»، المذاع على قناة صدى البلد الفضائية، أن ريجيني كان مرتديًا الزي ذاته الذي تصور به قبل وفاته، وأنه رآه مع شاب رياضي مفتول العضلات، ويتشاجران، وكان يريد أن يساعد ريجيني ويدافع عنه، وأوضح أن المشاجرة لم تستغرق سوى ثلاث دقائق، وكان ذلك يوم 24 يناير، وبعدها خرج في وسائل الإعلام ونفى ما قاله، مبررًا بأنه كان يحاول أن يخدم الدولة بهذه الرواية، مؤكدًا أنه لم يرَ أي شيء مما قاله في النيابة. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها: إن أجهزة الأمن المصرية شكلت فريق بحث لفحص الواقعة وكشف ملابساتها، من خلال خطة متكاملة ارتكزت محاورها على التحري عن المذكور وعلاقاته، وأسفرت جهوده عن إثبات «تشعب دوائر اتصالات الإيطالي المذكور وتعدد علاقاته، رغم محدودية الفترة الزمنية التي أقام بها بالبلاد، والتي لا تتعدى 6 أشهر»، في إشارة منها لإمكانية وجود رابط بين علاقاته والجريمة. زياد العليمي، القيادي بحزب المصري الديمقراطي، كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي أن هناك 12 سؤالًا بخصوص بيان وزارة الداخلية منها: «ليه العصابة احتفظت بأوراق الطالب اللي قتلته؟ العصابة دي بالذات معروف عنها إنها بتحب تجمع تذكارات من ضحاياها، وليه ما جمعوش من ضحايا تانيين؟ ما الهواية دي بدأت مع الحالة دي بالذات، وليه عذبوه؟ علشان يعترف بالباسوورد بتاع الكريديت كارد، وليه ما سحبوش فلوس ولا اشتروا حاجة بالكريديت كارد؟ ما هو الضحية صمد وما اعترفش، الثابت إنه اتخطف من محيط ميدان التحرير يوم 25 يناير، إزاي اتخطف وسط التواجد الأمني ده؟ اتخطف بالميكروباص». وأضاف العليمي: «ليه العصابة تمشي في عز الظهر بواحد مقتول؟ كانوا رايحين يرموه في أكتوبر، إزاي العصابة كلها اتقتلت؟ اشتبكوا مع القوات، وإزاي 5 مجرمين بيشتبكوا مع قوات وما حدش اتقتل أو اتصاب من القوات؟ لأ، أنا مباحث حضرتك، العصابة بتسرق أجانب، ليه تقتله؟ تجربة جديدة، وليه المجرمين ما شربوش الحشيش اللي لقوه ف شنطة ريجيني؟ فيه حد بيشرب تذكار! طيب لما العصابة كانت بتنتحل صفة ضباط شرطة، إيه اللي يطمنني أنا كمواطن إن اللي بيقابلني في الشارع راجل شرطة؟ الضباط بيبان عليهم». وعلى مدى الفترة الماضية خرجت وزارة الداخلية بسلسلة من الروايات، والتصريحات المتضاربة، حيث كانت التصريحات الأولية أن الواقعة «حادث سير»، ولا توجد شبهة جنائية، وأكدت رواية أخرى أن الحادث نتاج خلاف مع أصدقاء الطالب الإيطالي في القاهرة، وثالثة ترجح أن هناك علاقات متشعبة لريجيني، ومن الممكن أن تكون هي السب في مقتله.