تواجه السعودية ضغوطًا أمريكية، من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمة التي تسببت بها المملكة، إثر عدوانها الغاشم على اليمن، تبين ذلك في الترحيب الأمريكي 17 مارس الماضي، بإعلان السعودية عن النهاية الوشيكة للعمليات العسكرية الكبرى في اليمن، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست: إن البيت الأبيض يرحب بإعلان المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد أحمد العسيري، للوصول إلى نهاية مرحلة المعارك الكبيرة في اليمن. الموقف السعودي أكده الخصم اليمني، حيث كشف الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام، أن التفاهمات مع الرياض قائمة على أساس بدء الخطوات، وبناء الثقة لوقف الحرب مع السعودية بشكل كامل. وقررت حركة أنصار الله والحكومة اليمنية المدعومة سعوديًّا، الأحد 20 مارس، وقف إطلاق النار لمدة أسبوع أو أسبوعين، قبل الجولة المقبلة من المفاوضات. مشاركة «أنصار الله» والحكومة ترددت أنباء عن أن جماعة أنصار الله أبلغت مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، موافقتها على المشاركة في الجولة المقبلة، وهي الثالثة من المحادثات مع الحكومة اليمنية التي ستتم استضافتها في الكويت، رغم عدم الإعلان عن ذلك رسميًّا حتى الآن. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» أن أنصار الله وافقت على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، خاصة مسألة الانسحاب من العاصمة صنعاء، إلَّا أن مصادر يمنية قالت: إن حركة أنصار الله وجناح صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، وافقا على بعض المطالب لحضور جولة المباحثات المقبلة، غير أن لديهما شروطًا، وإن هذه الشروط ما زالت محل نقاش معهم، لكن يبدو المبعوث الأممي متفائلًا بخروجه من صنعاء بموافقة نهائية. في المقابل عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت الماضي، اجتماعًا لفريق المستشارين السياسيين وفريق محادثات السلام، بحضور نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر. المفاوضات المقبلة أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أنه يسعى إلى عقد جلسة المباحثات المقبلة نهاية شهر مارس الجاري، أو مطلع أبريل المقبل، في حال موافقة جميع الأطراف على أجندة هذه الجولة من المباحثات. السعودية وحركة أنصار الله دخلت حركة أنصار الله، في وقت سابق من هذا الشهر، في جولة مفاوضات سرية مع السعودية عبر إرسالها وفدًا برئاسة محمد عبد السلام إلى السعودية للقاء المسؤولين هناك، وأكدت الحركة أن الحوار بينهما يتجاوز الخطوات الإنسانية المتبادلة، وأن اللقاءات مع الجانب السعودي تبحث أساسًا وقف الحرب وإحياء العملية السياسية. وأكد عبد السلام حدوث تبادل أسري ك«خطوة أولى لبناء الثقة» وكان التبادل يتم من خلال أسير واحد من الحركة مقابل سبعة أسرى، فضلًا عن تبادل كشوفات الأسرى والمفقودين لدى الطرفين، كما تم رفع نحو 70 جثمانًا للطرفين من خطوط النار الأولى، عمليات وجد مراقبون أنها تمهد لحلول سياسية في الأزمة اليمنية. ضغوط أمريكية الضغوط والانتقادات التي تتعرض لها المملكة؛ بسبب قيامها بقصف مواقع مدنية في اليمن أحد الدوافع وراء استعداد السعودية للتفاوض مع حركة أنصار الله ووقف القتال على الحدود السعودية، طبقًا لما أورده مركز «أتلانتيك كاونسل» الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، في تقرير نشره في 15 مارس. وقال مركز «أتلانتيك كاونسل» للدراسات الاستراتيجية في واشنطن: إن حركة أنصار الله والسعوديين أجروا محادثات في الرياض على مدى أشهر، وليس فقط في الأوان الأخير، مضيفًا أن محادثات السلام الرسمية برعاية أممية كانت قد فشلت؛ بسبب إصرار السعودية على تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2216. ويتابع التقرير أن أحد هذه الدوافع قد تكون اقتصادية، خاصة أن السعودية تستعد للاقتراض للمرة الأولى لها منذ أكثر من 10 سنوات بقيمة 6 إلى 8 مليارات دولار، وتجاوز عجز الميزانية في المملكة 100 مليار دولار خلال العام الماضي، ورغم أن المملكة لا تبدو في تلك الورطة الاقتصادية التي يوضحها طلب القرض، إلَّا أن مواردها ليست بلا حدود. ويرى مراقبون أن هناك ضغوطًا أمريكية حقيقية على الرياض، ناتجة عن توغل القاعدة وداعش في المناطق اليمنية التي تسيطر عليها السعودية في اليمن، مما يهدد المنطقة والعالم.