قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الاتحاد الأوروبي والحكومة التركية توصلا لاتفاق حول كيفية احتواء أكبر أزمة للمهاجرين إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، واتفقا على أن تتحول تركيا إلى مخيم للاجئين في المنطقة، وبالتالي ستتخلى أوروبا عن عدد لا يُحصَى من الذين تقطعت بهم السبل في الوصول إلى البلدان الآمنة، في ظل تدهور حقوق الإنسان. وتضيف الصحيفة أنه بعد يوم ونصف من الجدل توصل القادة الأوروبيون وتركيا بشكل جزئي لاتفاق واسع النطاق، غير اتفاق الأسبوع الماضي، بتعاون من الأتراك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وسيدخل حيز التنفيذ غدًا، ويُطبَّق تقريبًا على كافة اللاجئين الذين يحاولون دخول أوروبا عبر بحر إيجة، حيث سيتم إعادتهم إلى تركيا، بمن فيهم السوريون الفارون من الحرب. وقال القادة الأوروبيون إن الهدف من هذا الاتفاق إيقاف الهجرة غير النظامية واسعة النطاق؛ نتيجة القتال قي الشرق الأوسط، حيث يحاول الفارون العبور من تركيا إلى أوروبا، ووصل عددهم في العام الماضي إلى 900 ألف. وقالت ميركل: لأولئك الذين يريدون الشروع في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، لا تخاطروا بحياتكم، لا يوجد احتمال للنجاح. موضحة: هذه الطريقة التي نريدها لإنهاء التجارة غير الإنسانية، واستعادة حماية حدودنا الخارجية. وكتب رئيس وزراء تشيكيابوهوسلاف سوبوتكا على حسابه في تويتر: بالنصديق على الاتفاق مع تركيا، كل المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان قادمين من تركيا اعتبارًا من الأحد سيتم طردهم. وكان رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا قد أعلن قبل ذلك أن الاتحاد الأوروبي أعطى الضوء الأخضر لعرض الاتفاق الجديد الذي تم التفاوض بشأنه، فكتب أنه تمت الموافقة على الاتفاق مع تركيا، وهو ما أيده مسؤولون أوروبيون آخرون على وجه السرعة. وتشير الصحيفة إلى أنه بابتسامة واسعة وصف رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، الصفقة بأنها تاريخية، وأكد أنها تمثل تعميقًا للتعاون بين بلاده والاتحاد الأوروبي، موضحًا أن تركيا والاتحاد الأوروبي لهما نفس المصير والتحديات. وتوضح الصحيفة أن التصدع في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بدا واضحًا حين ندد داود أوغلو بتقدم الجماعات الكردية، واصفًا إياها بالجماعات الإرهابية، وانتقد القادة الأوروبيين لتأييدهم الأكراد، والسماح لهم بدخول مدنهم. وتلفت الصحيفة إلى أنه بموجب الاتفاق تحصل تركيا على مبلغ 6 مليارات يورو نقدًا، وغيرها من الحوافز، بما في ذلك المحادثات الخاصة بسعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وسفر مواطنيها بدون تأشيرة إلى أوروبا. ومن المرجح أن هذه الحوافز ترفع من شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط حملة المعارضة الداخلية ضده.