قالت صحيفة دايلي تيليجراف البريطانية، إن عدد من التوابيت والمقتنيات الفرعونية ستعرض في متحف فيتزويليام بكامبريدج، موضحة أن تطوير التصاميم الخاصة بالتوابيت في مصر القديمة لم يكن صدفة، و يُعد حتى الآن أحد الأمور المحيرة، مضيفة أن قصص "الموت على نهر النيل" التي تكشف عن الآخرة وحياة ما بعد الموت عند القدماء المصريين، توضح كيف تعامل الفراعنة مع الموت. وتوضح الصحيفة، أنه في أحد المعارض الجديدة في متحف فيتزويليام بكامبريدج، تبدأ احتفالية ثانية خاصة بالتوابيت المصرية القديمة وتستمر حتى شهر مايو المقبل، وتهتم بالحياة الجنائزية في مصر الفرعونية، موضحة أن فن الرسم كان على نطاق واسع، حيث شمل الممتلكات والمؤسسات وغيرها، حتى وصل إلى التوابيت الخاصة بالموت، وصناعة الجنائزية في مصر القديمة. وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه استعدادا للمعرض القديم، عرضت إدارة المتحف التوابيت للأشعة السينية وفحصتها بدقة، مما أسفر عن معلومات وفيرة حول التقنية التي استخدمها الفراعنة لصناعة التوابيت، كما أن التحليل المادي للتوابيت أوضح منطقة النمو في مجال تخصص علم المصريات، بعد الأسرار التي توصلوا إليها من خلال فحص التوابيت. وتلفت الصحيفة، إلى أن القطع المعروضة تمت استعارتها من المتحف البريطاني ومتحف اللوفر في فرنسا، وكلها حول العالم الجنائزي وتطوره في مصر القديمة، وأهمية التوابيت الخشبية وأنواعها المستخدمة وطريقة حفظ الجثمان التقليدية. وتوضح الصحيفة، أن التوابيت تمت صناعتها من أنواع الخشب المختلفة، والأكثر شيوعا كان خشب تين الجميز وخشب الأرز المستورد من لبنان، ويعتبر الأكثر تكلفة. وترى الصحيفة أن التوابيت التي ستعرض سوف تشجع الزوار صغار السن على دراسة العالم المصري القديم، خاصة عبر الوجوه الجميلة الهادئة المرسومة على التوابيت المصرية العائمة في الجدران الزرقاء الداكنة، والتي صممت خصيصا للمعرض. وتوضح الصحيفة أنه في عصور ما قبل التاريخ كانت ممارسات الدفن المصرية بدائية، حيث وضع الموتى في حفر تحت الأرض بالصحراء الرملية الساخنة، ومع الموتى وضعوا الأواني والأطباق والطعام والشراب، مما يوحي أن المصريين منذ مرحلة مبكرة اعتقدوا في ضرورة توفير ظروف العيش للحياة الأخرى. وتشير الصحيفة إلى أنه تدريجيا تطورت الحياة الجنائزية عند المصريين، حتى وصلت إلى التوابيت الخشبية، وكانت هذه الحالة الأخيرة لدفن الموتى والأكثر شيوعا بحلول نهاية المملكة القديمة، الذروة الأولى للحضارة المصرية التي قدمت لنا أهرامات الجيزة.