- كأن جدك رحمة الله الذي يتحدث.... نفس الكلام ... والعند تعليق لم يعد يدهشني من تكراره وان اختلفت لهجة قائله حسب درجة حبه أو كرهه من جدي وليس منى وان كانت أول مرة يقال ذلك لي أهم مرة -بالنسبة لي – فقد جعلتني اكتشف إننا كنا دائما شديدي القرب والفهم واليقين رغم اعتقادي على مر سنوات عمري بالعكس عشر سنوات مرت على رحيلك ...أو بعدك الافتراضي بالنسبة لي ..فقد كانت عصاك وملابسك المرتبة في دولابك ورائحتك المنتشرة في المكان وكلماتك وهيبتك التي عهدتهما تؤكد لي انك ستعود ...ورغم كلماتك الأخيرة لي بالانتباه واهتمامي بأموري ونفسي ولكن بصوت رقيق ودافئ -لم أعهده- وتصريحك الوحيد لي انك تحبني والذي أدهشني والزمني الصمت ..رغم توبيخ أبى لي بأن من المفروض أن أقول لك وأنا أيضا احبك لم استطيع القول أو التفسير ......واكتشفت إن هذه الكلمة تحتاج منى وقت كثير وفهم حتى تخرج بيسر أو لا تخرج أبدا وأشفقت كثيرا على فهم أبى الخاطئ لقدسية تلك الكلمة حيث لم تكن أبدا من المفروضات ... كانت ذكرياتي معه وسنوات كثيرة أعادت اكتشافي لعلاقتي بجدي وصرت اكتب له في دفتر خواطري وألومه وأفصح له عن بعض إسراري فقد كنت دوما مختبئة خلف كرسيه الكبير كاتمة الأنفاس اسمع لنقاشه معهم واختلافه حول أشياء لم تستوعبها معرفتي الرقيقة ولكنها نقشت داخل يقيني الطفولة البريء واستقرت بلا حراك لوقت حتى بدأت معرفتي تشب عن الطوق وبدأت استمع مرة أخرى لتلك النقاشات والأحاديث واجترها بشغف وأتشارك فيها واطرح أسئلة ......لماذا لم تنتظرني جدي عشر سنوات أخرى لاستطيع أن أجادلك بلا خوف واعبر عن إعجابي بك ... -انتبهي ..حاسبي ...انتظري .....أتروى تجتر الذكريات كلماته يحملها صوته في تحذير وتأكيد لي وحدي من بين صغار العائلة وترمقني عيناه في جدية مرعبة يضطهدني جدي .... _لماذا تضطهدني ؟؟؟؟ قولي له هذا في وجهه ..لا تخافيه ......هذا حقك يعلو صوتها- داخلي -تلك القوية التي كنت هي في الخفاء...والصمت ...تحرضني بحماس وتنفخ في من قوتها ...فأقترب منك في ثبات وأهم بالقول حتى تلتقي عيني بعينك فتتلاشى كل الكلمات والقدرة وتهرب عيني إلى أشياء لا أتذكرها عقلي راكض للأمام بلا سرج في ارض لا يعمل فيها إلا بنائين أسوار .. وصانعي لجام .. هل التقط عقلك الخبير تمرده.. وانطلقت شفقتك نحوى محاولة التنبيه.. لماذا إذن وسوس لي إحساسي الطفولة بالاضطهاد.. مرت سنوات حتى تخلصت من كل وساوسي واتضحت الرؤية ولكنك لم تنتظرني لاعتذر.. وأقول لك و أنا أيضا احبك