ارتبطت مواعيد الزراعة عند الفراعنة بثمانية توقيتات، وفقا للتقويم المصري القديم الذي يتسعين به الفلاح حتى اليوم في زراعة محاصيله، وكانت تحدد مواعيد فيضان النيل، وارتفاع درجات الحرارة، سواء في باطن الأرض أو الجو، بالإضافة إلى تحديد مواقيت الحصاد. «نيروز».. يعرف برأس السنة المصرية ويوافق أول توت، وبحلوله، يكتمل فيضان النيل ويشرع الفلاح في زراعة البرسيم المبكر. «الأربعينية الأولى».. تبدأ من أول كيهك حتى 10 طوبة، ويجب قبل حلولها إتمام الزراعة الشتوية، إذ يعتبر ما يزرع فيها متأخرا لا يرتبط بمحصوله، أما ما يزرع بعد انتهائها، فلا يأتي بمنتوج، وفى خلالها يبدأ بخدمة الأراضي للمحاصيل. الغطاس «الانقلاب الشتوي».. يوافق ليلة 11 طوبة، أي آخر الأربعينية الأولى، ويقال في العرف إنه يسخن بطن الأرض، كما أنه بداية دفء الجو وانتعاش المزروعات الشتوية وجريان الماء في العود، ويعتبر الغطاس عند المزارعين بداية موعد الزراعات الصيفية، ويصفو فيه ماء النيل، وتغسل الأرض المالحة، ويسمى ري الأرض البائرة في هذا الوقت تطويبا. «الأربعينية الثانية».. تبدأ من 11 طوبة وتنتهي في 20 أمشير، ويتم خلالها نضج الحاصلات الشتوية المبكرة، كالفول والعدس والبصل في مصر العليا، ويتم إعداد الأرض للزراعة الصيفية المبكرة. «انتقال الشمس الصغيرة».. ليلة 12 أمشير التي ينتهي فيها البرد وبداية الميعاد المناسب لزراعة الحاصلات الصيفية. «الأربعينية الثالثة».. ليلة21 أمشير وتنتهي في أواخر برمهات، وفى خلالها تحصد المحاصيل الشتوية المبكرة، كالفول والشعير والعدس وتزرع الحاصلات الصيفية. «نزول الشمس الكبيرة».. ليلة 13 برمهات، ترتفع فيها حرارة الجو، ويعتدل الطقس وتقل الأمطار أو تنعدم إذا استثنينا الجزء الشمالي من الدلتا. «الحسوم أو برد العجوز».. تبدأ من أول برمهات حتى 8 منه، وفى أثنائها تهب رياح شديدة باردة، أو زوابع مصحوبة بغبار، ويكون لها تأثير سيئ في الزراعة القطنية، إذ يموت كثير من البذور والنباتات الصغيرة، والفلاحون يرجئون جز صوف أغنامهم إلى ما بعد أيام الحسوم حتى لا تتعرض للأمراض. «نزول النقطة».. ليلة 11 بؤونة، ويقال في العرف الزراعي، إنه موعد ابتداء زيادة النيل في منابعه، وبدء نشاط الحاصلات الصيفية وزيادة حاجتها إلى الماء.