شهدت الأسابيع الأخيرة الماضية تطورات متسارعة في الأزمة السورية، لاسيما منذ بدء الدعم الروسي، وتركز المعارك بالجبهة الشمالية بالقرب من الحدود التركية. محافظة الرقة مساحتها 19ألف و600 كم2، تقع في شمال وسط سوريا، على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وعلى بعد حوالي 200 كم شرق مدينة حلب، وتضم خمس مدن هم الرقة، القورة، تل أبيض، معدان، عين عيسى، وتعتبر الرقة هي المحافظة السورية الحادية عشرة من حيث عدد السكان بتعداد قدره 966 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 4.1% من إجمالي تعداد سكان سوريا، وتعتبر المحافظة من أهم المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش، فيما تعتبر المدينة بمثابة عاصمة له منذ أن سيطر عليها بشكل كامل في يناير عام 2014. خلال الشهور الأخيرة، حاولت وحدات الحماية الكردية الزحف ببطء نحو المحافظة، ونجح الأكراد في السيطرة على مدينة عين عيسى، وذلك بعد انتزاعها مقر اللواء 93 من قبضة داعش في ريف الرقة الشمالي، في مقابل تراجع مسلحي التنظيم إلى داخل قلب المدينة، وفي وقت سابق كانت وحدات الحماية الكردية قد سيطرت أيضًا على مدينة تل أبيض، الواقعة على الحدود مع تركيا، وهو ما شكل ضربة موجعة لتنظيم داعش. محافظة حلب مساحتها 18الف و482 كم2، تقع في شمال سوريا، وتعتبر من أكبر المحافظات السورية من حيث عدد السكان الذي يبلغ حوالي 5 مليون و680 ألف نسمة، ويشكلون ما نسبته 24% من إجمالي تعداد سكان سوريا، وتضم المحافظة 11 مدينة، هي حلب، الباب، منبج، عين عرب، مارع، أعزاز، جرابلس، عفرين، تل رفعت، السفيرة، ودير حافر. منذ عام 2012، انقسمت محافظة حلب السورية إلى شقين، أحدهما غربي يسيطر عليه الجيش العربي السوري، والآخر شرقي تحت هيمنة التنظيمات المسلحة وعلى رأسها داعش، وخلال الأسبوعين الماضيين تصدرت محافظة حلب الأحداث نظرًا لما يدور بها من معارك بين الجيش السوري والجماعات المسلحة. خلال الأيام الأخيرة تمكن الجيش السوري من السيطرة على أهم المفاصل في محافظة حلب، بدءًا من مطار كويرس العسكري وتلة برلهي في الشرق، إلى مطار منج العسكري وبلدات ماير ورتيان ونبل والزهراء ومقالع قرية الطامورة في الشمال، إلى بلدة قال والحاضر والعيس في الجنوب، وتابع الجيش تقدمه باتجاه تل رفعت وجعل القوات السورية على بُعد 13 كيلو مترًا من الحدود السورية التركية من ناحية مدينة الباب، فيما تفصلها مسافة تصل إلى 15 كيلو مترًا عن الحدود من ناحية أعزاز، فيما اقترب من استعادة بلدتي حيان وعندان، وهو ما جعله على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود الإقليمية للرقة، وفي منتصف يناير الماضي تمكنت القوات السورية من انتزاع بلدة عران من سيطرة داعش، وفي مطلع فبراير تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدة معرستة الخان. الإنجازات والانتصارات التي حققها الجيش السوري في الفترة الأخيرة في محافظة حلب، أثارت استنفار القوات التركية التي بدأت قصفها في ريف حلب الشمالي بذريعة استهداف الأكراد بسبب تهديدهم للأمن القومي التركي، واستهدف ريف أعزاز وقرية المالكية ومنطقة مطار منغ العسكري. محافظة حمص مساحتها 42 ألف و223 كم2، تقع وسط سوريا، وتعتبر أكبر محافظاتسوريا من حيث المساحة، وثالثها من حيث عدد السكان بعد دمشق وحلب، حيث يقدر عدد السكان فيها بحوالي 2 مليون و87 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 8.8% من إجمالي تعداد سكان سوريا، تحدها محافظات حماة شمالاً، وطرطوس غربًا، وريف دمشقجنوبًا، ودير الزور والرقة شرقًا، وتضم 7 مدن، هم حمص، تلكلخ، الرستن، القصير، المخرّم، تلدو، وتدمر التي تعتبر من أهم مدن المحافظة ويسيطر عليها تنظيم داعش منذ مايو الماضي. كانت محافظة حمص من أكبر ساحات المعارك بين الجيش السوري وجبهة النصرة وتنظيم داعش الذي كان يسيطر على معظم أجزائها، حتى تم توقيع اتفاق المصالحة الذي سمي باتفاق الوعر، والذي وقّع في 27 يونيو عام 2014، ونص على وقف إطلاق النار لمدة 20 يومًا ثم يمتد إلى 3 أشهر، وتسليم المسلحين لسلاحهم، في مقابل تسوية أوضاع المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية والموظفين والطلاب المفصولين من ذكور وإناث مع إمكانية تسريح المنشقين، وتأمين ممرات للفصائل المسلحة الرافضة لبنود الاتفاق للخروج من المحافظة بشكل آمن يماثل خروج مسلحي حمص القديمة باتجاه بلدة الدار الكبيرة. توقيع هذا الاتفاق وتنفيذ بنوده واحدًا تلو الآخر، جعل من محافظة حمص منطقة آمنة إلى حد كبير، لكن ذلك لا يمنع وجود بعض الساحات التي لاتزال فيها المعارك مستمرة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي جبهة النصرة على محاور جبهة كيسين شمال حمص، وسط محاولات للجيش السوري لتحصين مواقعه في محيط بلدة مهين وقرية حوارين جنوب شرق حمص ومدينة الرستن بريف حمص الشمالي، فيما تقع منطقة الدوة ومحيط حقل شاعر النفطي بالريف الغربي لمدينة تدمر في مرمى نيران الجيش السوري. محافظة حماة مساحتها 8 آلاف و883 كم2، تقع في غرب سوريا، وتحتل المرتبة الرابعة بين المحافظات السورية من حيث السكان الذي يقارب 2.1 مليون نسمة، ويشكلون ما نسبته 8.7% من إجمالي تعداد سكان سوريا، وتضم 5 مدن، هي حماة، السلمية، مصياف، محردة، الصقيلبية. تشهد محافظة حماة اشتباكات مستمرة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة هناك وعلى رأسها داعش وجيش الإسلام، حيث تدور اشتباكات شرسة في قرية الرميلة وبلدة حربنفسة بريف حماة الجنوبي، في حين استهدف سلاح الجو السوري نقاط تمركز مسلحي داعش ببلدة زكية على الحدود الإدارية مع محافظة الرقة شمال شرق حماة، وفي الوقت نفسه اندلعت اشتباكات في محيط قرية معان شمال شرق المحافظة. في مطلع فبراير الجاري، تمكن الجيش السوري من السيطرة على قريتي الكباسين والزنكحية، شمال غرب بلدة السعن بريف حماة، في المقابل حاولت التنظيمات المسلحة مهاجمة نقاط عسكرية في البويضة والمصاصنة والزلاقيات وجبين بريف حماة الشمالي، لكن القوات الروسية استطاعت أن تحبط هذه المحاولات. محافظة إدلب مساحتها 6 آلاف و97 كم2، تقع في القطر الشمالي السوري، يحدها من الشمال لواء إسكندرون وتركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومن الجنوب محافظة حماة بطول 158 كم، ومن الغرب محافظة اللاذقية بطول 29 كم، وتحتل المرتبة الثامنة على مستوى سوريا من حيث المساحة، والمرتبة الخامسة من حيث عدد السكان البالغ حوالي مليون و500 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 8.4% من إجمالي تعداد السكان، وتضم 5 مدن، هي إدلب ومعرة النعمان وجسر الشغور وأريحا وحارم. تعتبر محافظة إدلب خاضعة لسيطرة شبه كاملة للتنظيمات المسلحة، وعلى رأسها جبهة النصرة، وفي الوقت نفسه يواصل الجيش السوري محاولاته للسيطرة على أطراف المحافظة والدخول إلى المدينة ومن ثم الوصول إلى قريتي الفوعة وكفريا وفك الحصار المفروض عليهما منذ منتصف مارس الماضي. محافظة اللاذقية مساحتها 2297 كم2، تقع شمال غرب سوريا وتطل على البحر المتوسط، وتعتبر تاسع محافظاتسوريا من حيث عدد السكان بتعداد قدره مليون و207 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 5.1% من إجمالي تعداد السكان، وتضم 5 مدن، هي اللاذقية، جبلة، القرداحة، سقوبين، وبيت ياشوط. تعتبر اللاذقية محافظة تابعة للجيش السوري، حيث يسيطر على معظم القرى والمدن هناك، لكن هذا لا يمنع وجود بعض الاشتباكات، حيث تحاول الجماعات المسلحة التمسك بآخر مواقع لها في المحافظة، في مطلع يناير الماضي سيطر الجيش السوري على بلدة سلمى والتلال المحيطة به في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وفي 24 يناير استطاع الجيش السوري استعادة بلدة ربيعة في جبل التركمان التي تُعد آخر معاقل المعارضة السورية في اللاذقية، وانسحب المسلحون باتجاه الأراضي التركية، وهو ما جعل القوات المسلحة السورية تؤكد قرب إعلان المحافظة آمنة وخالية من المسلحين قريبًا. محافظة القنيطرة مساحتها 1860 كم2، وتمثل نسبة 1% من مساحة سوريا، تسيطر سوريا على 660 كم2، أما مساحة المنطقة المتبقية تحت الاحتلال الإسرائيلي 1200 كم2. وتعتبر القنيطرة هي المحافظة السورية الرابعة عشرة من حيث عدد السكان، ويبلغ تعداد سكانها بما في ذلك تجمعات نازحي الجولان في الداخل السوري نحو 475 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 2% من إجمالي تعداد سكان سوريا، وتبعد نحو 70 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة دمشق. تدور بها معارك كر وفر مستمرة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة المدعومة من الكيان الصهيوني هناك، حيث تسيطر الجماعات المسلحة على حوالي 80% من أراضي المحافظة، لكن في الأيام الأخيرة تمكن الجيش السوري من السيطرة على تل الأحمر وقرية عين النورية في المحافظة بعد معارك عنيفة خاضها مع فصائل المعارضة المسلحة، وهو التقدم الذي يمكنه من الإطلاع على معظم القطاع الشمالي والأوسط في محافظة القنيطرة. محافظة درعا مساحتها 3آلاف و730 كم2، تمتد في المنطقة الجنوبية من سوريا، وتعتبر المحافظة السورية العاشرة من حيث عدد السكان، بتعداد قدره مليون و85 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 4.6% من إجمالي تعداد السكان، تضم مدن درعا ونوي وطفس وجاسم وأنخل. تخضع محافظة درعا لسيطرة متقاسمة بين التنظيمات المسلحة والجيش السوري، في 26 يناير استطاع الجيش السوري السيطرة على كامل بلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا، وهو ما مكنه من التحكم في عملية الإمداد بمجمل المنطقة الجنوبية التي تضم درعا، السويداء، القنيطرة ومنطقة دمشق ومحيطها، وسمح للجيش بالتقدم نحو محيط درعا المدينة، كون مدينة الشيخ مسكين تشكل خط الدفاع الاستراتيجي لفصائل المعارضة المسلحة.