لم يكن باستطاعة عبد الله محمد الطالب بالصف الثاني الثانوي، الذهاب إلى الدروس الخصوصية كبقية زملائه بالفصل؛ لعدم قدرة والده على تغطية تكاليفها، التي تصل شهريًّا إلى نحو 500 جنيه، في الوقت الذي يمثل ذلك المبلغ ما يقرب من ثلث راتبه، مما اضطره إلى الاعتماد على المجموعات المدرسية التي تنخفض أسعارها بالطبع عن الدروس الخصوصية. إلَّا أن الطالب الذي يعمل والده بإحدى شركات القطاع الخاص، لم يكن يدرك أن الوزارة سترفع أسعار المجموعات المدرسية في منتصف العام، وهو ما لم يتم وضعه ضمن خطة والده المالية لسداد الزيادة الطارئة، وبذلك يصبح والده بين خيارين، كما يقول الطالب؛ إما أن يترك المجموعات المدرسية ويكتفي بشرح المعلمين بالمدرسة الذي لا يضيف شيئًا، أو أن يقتص والده من ميزانيته المحددة لصالح الزيادة الجديدة على حساب التزامات أخرى. لم يكن في حسبان الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، حين قرر زيادة أسعار المجموعات الدراسية، مع توحيد المسمى، وإلغاء ما كان يطلق عليها المجموعات العادية والمتميزة، أن كثيرًا من الطلاب سيعجزون عن دفع مصاريف هذه المجموعات كما حدث مع الطالب عبد الله، بعد أن زادت إلى الضعف، خاصة على طلاب الأقاليم التي تتسم بالفقر، بحسب توزيعها. يصل سعر الاشتراك في المجموعات المدرسية بعد زيادة الأسعار بالنسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية إلى 45 جنيهًا للمادة لطلاب المرحلة الثانوية، و35 لطلاب صفوف النقل، و30 جنيهًا لطلاب الصف الثالث الإعدادي، و25 لطلاب صفوف النقل الإعدادية، و20 جنيها للمرحلة الابتدائية، وبذلك يصبح ثمن تكاليف دروس طالب المرحلة الثانوية 45 جنيهًا مضروبا في 6 مواد 270 جنيهًا شهريًّا. وزارة التربية والتعليم دائمًا ما كانت تعلن عن محاربتها للدروس الخصوصية، إلَّا أن رفع الأسعار يزيد من لجوء الطلاب إليها، خاصة أن الوزارة لو كانت تريد محاربة الدروس الخصوصية كما تزعم لكان الأحرى يها تخفيض أسعار المجموعات لجذب الطلاب عن اللجوء للدروس الخصوصية. وعلق طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، بأن قرار زيادة أسعار مجموعات التقوية في هذه الفترة يربك العملية التعليمية والطلاب، خاصة أنه جاء في منتصف العام، وأن مثل تلك القرارات وضعت في بداية العام الدراسي، موضحًا أن القرار تم إصداره ليقال إن الوزارة تحارب الدروس الخصوصية، وهذا دليل على أن الوزارة تعاني من ارتباك. وتساءل نور الدين عن كيفية تطبيق القرار على المدارس التي تعمل بنظام الفترتين، خاصة أن 50% من المدارس تعمل بنظام فترتين، كما أن المجموعات المدرسية تكون في نهاية اليوم الدراسي، الذي قد يصل للخامسة مساءً، فهل يأمن أولياء الأمور على أبنائهم بتلك المجموعات وفي هذه المواعيد، خاصة في الأقاليم؟