منذ نزوح اللاجئين السوريين إلى مصر، عقب الصراعات التي غزت سوريا، والتي أجبرت أهلها على ترك منازلهم وحياتهم واللجوء إلى البلدان المجاورة، رأت الأسر السورية أن العمل سبيل لإقامة حياة جديدة؛ حتى يستطيعوا استكمال معيشتهم وتوفير نفقات لتلك المعيشة. وما لبثت محال الملابس والمأكولات والمشروبات والحلوى على الطريقة السورية أن تنتشر في عدد من المناطق بمصر، حتى صالونات الحلاقة، التي تقدم أحدث القصات السورية للرجال، ونجح السوريون في تلك المشروعات بشكل لافت للانتباه. وهو ما دعانا لأن نلتقي بعضهم؛ لنتعرف على أسباب ذلك النجاح الكبير.. آلاء ملحم فتاة سورية، تبلغ من العمر 18 عامًا، وتعمل بإحدى المؤسسات الخاصة برعاية الأطفال، قالت إن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل المواطنين السوريين يلجؤون إلى مصر هو تقارب العادات والتقاليد الشرقية إلى جانب اللغة. وأضافت أن هناك أسرًا وعائلات كاملة سورية استطاعت أن تأتي إلى مصر، ونجح رجالها في أن يستغلوا ما يمتلكون من حرف ومهن في خدمة أنفسهم والمواطنين، وأضافت أن الرجال السوريين يحبون العمل جدًّا، ولا يوجد أحد لا يمتلك حرفة يبدع فيها، وهذا ما جعلهم يستغلونها بمصر؛ حتى يستطيعوا توفير أموال للإقامة ولظروف المعيشة. عيان شاب استغل هوايته في تحضير الحلويات الشرقية، وخصوصًا السورية منها؛ ليقدمها في محله الصغير الموجود بإحدى مناطق السادس من أكتوبر. عيان جاء إلى مصر بمفرده دون أسرته، التي ما زالت تقيم بسوريا، وأكد أن مأكولاته التي يقدمها أثارت إعجاب المصريين من الذين اعتادوا التوافد إلى مكان عمله لشراء الحلويات السورية. وأشار إلى أن طريقة تعامل السوريين في البيع تختلف إلى حد ما عن المصريين، فالسوريون يرحبون بالمشتري بابتسامة لطيفة وكلمة ترحيب وحسن ضيافة، مؤكدًا أن المعاملة الحسنة أهم شيء؛ فهي ما تجعل المواطنين يتمسكون بالمكان،وأبدى عيان رغبته في أن يعود إلى بلده وأسرته مرة أخرى بعدما تهدأ الأوضاع. أبو نزار صاحب محل ملابس على الذوق السوري، أكد أن السوريين يفضلون الذوق الراقي في ملابسهم، وهو ما جعل المصريين يتوافدون على محله لشراء الأذواق الراقية منه، مؤكدًا أن تقارب اللغة والعادات والتقاليد بين الشعبين السوري والمصري من أسرار نجاح السوريين في مصر. وأضاف أن نجاح السوريين يرجع إلى تفانيهم في عملهم، إلى جانب المقابلة المميزة للزبائن، وهو ما جعلهم محبوبين ومفضلين لدى المصريين.
