روبرت موجابي.. عميد رؤساء إفريقيا، وأقدم حاكم في القارة السمراء، تولى السلطة في زيمبابوي 31 ديسمبر عام 1987، ولايزال يحكم البلاد حتى اليوم. ويعد موجابي وريث الفكر الناصري والزعيم الإفريقي الوحيد حاليا الذي يتبنى سياسات عبد الناصر، إذ أعاد توزيع الأراضي الزراعية من الملاك البيض على صغار المزارعين السود، ما حقق نموًا إنتاجيًا بالبلاد. ويتبنى موجابي سياسة معادية للغرب بمنظماته المختلفة؛ بسبب موقفها من السياسات التي يتبعها في زمبابوي، فكثير ما تفرض المنظمات الغربية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، عدة عقوبات ضد بلاده، ما دفعه للتوجه نحو آسيا كسوق واعد لتصدير منتجات زيمبابوي. وبالمثل، حاربت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها خلال ستينيات القرن الماضي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واليوم تعادي الرئيس الزمبابوي، ويفرض الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عقوبات تستهدف موجابي وحلفائه، تحت مزاعم اندلاع أعمال عنف بالبلاد مرتبطة ببرنامج الإصلاح الزراعي، إلا أن مزارعي التبغ في زيمبابوي بدأوا يصدرون منتجاتهم إلى آسيا بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة. وقارنت الصحافة الزيمبابوية موجابي بالرئيس المخلوع حسني مبارك؛ بعد الخطاب الذي ألقاه السبت الماضي، متعهدا التمسك بالسلطة حتى وفاته. وفي خطاب استغرق ساعة، قال موجابي البالغ من العمر 92 عاما، إنه سيقود زيمبابوي حتى يأخذ الله روحه، مضيفا: «طالما أنا على قيد الحياة، فسوف أترأس البلاد، وسأكون إلى الأمام أكثر من أي وقت مضى، ولن أعود إلى الوراء أبدا حتى يقول الله تعالى كلمته في حياتي»، متابعا: «من يقولون إنه يجب تسليم السلطة للآخرين من أجل الديمقراطية، فدعوتهم تلك ليس لها علاقة بالديمقراطية». ويتعرض الرئيس الزمبابوي اليوم لهجوم واسع النطاق من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما، ورئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، باراك أوباما، وكان رد موجابي عليهم: «كفى تشدقا بحقوق الإنسان، فالسود يعانون في الولاياتالمتحدة اليوم، حيث لا يوجد تعليم للجميع، والصحة ليست للجميع أيضا». وبرغم المحاولات المستميتة من الغرب لإقصاء موجابي عن الحكم في البلاد، إلا أن معظم المواطنين يرون أن إقصائه لن يحقق أية نتائج إيجابية في زيمبابوي بصفة خاصة وإفريقيا بشكل عام، فعلى سبيل المثال هناك مناطق سياسية ساخنة في إفريقيا مثل بوروندي والصومال وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ولا تريد زيمبابوي أن تلحق بهم.