“,”عميد رؤساء إفريقيا“,”، و“,”أقدم حاكم في القارة السمراء“,”، إنه روبرت موجابي رئيس زيمبابوي، الذي تولى الحكم أول مرة في 31 ديسمبر عام 1987. يعتبر موجابي وريث فكر وسياسات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إذ أعاد توزيع الأراضي الزراعية من الملاك “,”البيض“,” على صغار المزارعين السود، مما حقق نموا إنتاجيًا، كما أنه يتبنى سياسة معادية للغرب بمنظماته المختلفة، بسبب موقفها من سياساته التي وصفوها بالقمعية، وكان آخر إجراء ضده تمثل في فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بلاده، مما دفعه للتوجه نحو آسيا كسوق واعد لتصدير منتجات بلاده. وصرحت صحيفة “,”الإندبندنت“,” البريطانية في تقرير مطول لها، بأنها امتدحت موجابي بسبب إعادة توزيع الأراضي الزراعية بشكل قسري من الملاك البيض إلى الآلاف من صغار المزارعين، بطريقة غيرت من حياتهم، وأثر ذلك أيضا على صناعة التبغ بشكل إيجابي. بونوس ماتاشو أحد هؤلاء المزارعين الصغار، اشترى شاحنة تحمل سعة 3 أطنان ب 15 ألف دولار نقدا، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة مثالا حول تأثير البرنامج العنيف للاستيلاء على مزارع البيض وإعطائها إلى مواطني زيمبابوي السود وكيفية تحويل مسار حياتهم. ماتاشو (34 عاما) قال إن الحكومة خصصت له الأرض في 2001 بعد استيلاء المالكين البيض عليها، وهاجر مالكوها السابقون إلى جنوب إفريقيا، وهو يزرع القطن منذ عشر سنوات قبل أن يتحول إلى التبغ، وربح 34 ألف دولار هذا العام، وحصل على جائزة أفضل مزارع تبغ في كاروي. وكان موجابي قد صرح بأنه سينفذ برنامج الاستيلاء على الأراضي في عام 2000، لمعالجة قضية نزع ملكية الأراضي من السود خلال 90 عامًا من حكم البيض، والتي انتهت بعد حرب أهلية عام 1980، وساعده البرنامج في كسب الأصوات الريفية والاحتفاظ بالسلطة، واستحوذ على الاقتصاد الذي انكمش على مدار 10 أعوام، وتراجعت الصادرات من المحاصيل المختلفة مثل التبغ والورود، وتقلص الاقتصاد إلى نصف ما كان عليه عام 1980 . وتشير الصحيفة إلى قتل حوالي 18 من مزارع البيض بسبب ما وصفته ب “,”الاستيلاء العنيف“,” على أراضيهم، وطرد حوالي 620 ألفا من بيوتهم، وبحسب تقدير جون ورسلي، رئيس منظمة عدالة من أجل الزراعة ومقرها هراري، إذا أحصينا عدد من يعولونهم، سيصل عددهم إلى مليوني شخص . رغم الانتقادات الموجهة إلى موجابي، مثل امتلاك عائلته أكثر من 30 مزرعة، والضحايا الذين سقطوا جراء سياسة الاستيلاء على الأراضي، إلا أن سياساته لم تكن كلها سيئة، ففي كتاب بعنوان “,”زمبابوي تسترد أرضها“,” يقول مؤلفه البروفيسور إيان سكونز من جامعة ساكسيس، إنه “,”في أكبر عملية إصلاح زراعي في إفريقيا، تم استبدال 6 آلاف من المزارعين البيض ب 245 ألف مزرعة من زيمبابوي، وهؤلاء في المقام الأول فكانوا فقراء عاديين وأصبحوا مزارعين أكثر إنتاجية“,”. ونقلت “,”الإندبندنت“,” عن وزير الزراعة في زيمبابوي، قوله إنهم أوقفوا “,”أعداءهم“,” وحصلوا على الأرض، وأصبحوا المالكين الجدد للأرض يصنعون المعجزات . وتطغى زراعة التبغ في زيمبابوي على غيرها، مما يدفع البلاد لاستيراد مواد غذائية أساسية من الخارج مثل الحبوب في السنوات الأخيرة، فبحسب الصحيفة ظلت المنتجات الزراعية، باستثناء التبغ، تعاني من أزمة . خلال الاضطرابات في عمليات الاستحواذ على الأراضي، انخفض إنتاج التبغ ل48,3 مليون كجم في عام 2008، من مستوى قياسي كان عليه في عام 2000 وهو ما يزيد على 230 مليون كجم، ولكنه حقق مستوى أفضل هذه السنة، حيث ارتفع إلى ما يربو على 166 مليون كجم، وحقق مكاسب حوالي 612 مليون دولار . وقالت الصحيفة، إن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة فرضوا عقوبات تستهدف موجابي وحلفاءه، بسبب أعمال العنف المرتبطة ببرنامج الإصلاح الزراعي، والانتخابات المتنازع عليها، إلا أن مزارعي التبغ في زيمبابوي يصدرون إلى آسيا بشكل كبير.