غزة _ طارق صبحي حجاج انتهى المنخفض الجوي الأعنف الذي ضرب قطاع غزة خلال هذا الشتاء، بخسائر مادية للعديد من المزارعين ومربي الدواجن، خاصة مع ضعف الإمكانيات وانعدام البنى التحتية وعدم توفر الاستعدادات اللازمة لحالة البرد الشديدة التي مر بها القطاع خلال الأسبوع الماضي. وأكد عدد كبير من أصحاب مزارع الدواجن بقطاع غزة أن المنخفض أثر بشكل سلبي على المزارع، مسببًا خسائر باهظة تقدر بآلاف الدولارات، مما ينعكس على المواطن بشكل سيئ، نتيجة غلاء سعر الدواجن بشكل كبير. وكان نحو 25% من الأيدي العاملة بالقطاع يعملون في تربية الدواجن، غير أن الخسائر المتكررة نتيجة حالات الطقس المتقبلة سببت خسائر فادحة لهم، مما جعلهم يعزفون عن هذه المهنة، خصوصًا مع عدم وجود تعويضات عادلة. في سياق متصل، صرح أسامة أبو نقيرة، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية رفح، بأن الخسائر المادية للثروة الزراعية والحيوانية بمدينة رفح وحدها بلغت 716 ألف دولار، فيما فاقت خسائر البنى التحتية أكثر من 200 ألف دولار. وأوضح أبو نقيرة أن أكثر من 17 ألف دجاجة نفقت، أي ما يعادل 10% من إنتاج مدينة رفح، بجانب الخسائر الزراعية وحمامات الزراعة البلاستيكية التي أدت الرياح والأمطار إلى تمزقها وطيرانها. وفي السياق ذاته، قال سعيد أبو عكر، صاحب مزرعة في مدينة غزة ل«البديل»: إن مزارع الدواجن البسيطة في القطاع لا تقوى على مقاومة المنخفضات الباردة، ولا تتوفر الحماية الكاملة للدجاج بداخلها، موضحًا أن المشكلات التي يعاني منها كأي مربي للدواجن، تتمثل في عدم توفر الغاز اللازم لتدفئة الدواجن، مما يؤدي إلى نقوق عدد كبير من الدجاج عند انخفاض درجة الحرارة. وأفاد أبو عكر بأن التدفئة إحدى أهم الأمور اللازمة للحفاظ على حياة الدواجن، مشيرًا إلى أن فقدانها يؤدي إلى موت عدد كبير من الدجاج، مؤكدًا أن أعداد الدواجن المتوفرة في الأسواق حاليًا بعد المنخفض لا تسد حاجة المواطنين. ومع قلة أعداد الدجاج في الأسواق، يتوقع زيادة سعر الدجاج إلى 15 شيكل للكيلو الواحد، ويقول المواطن طالب علي: إن المنخفضات الجوية دائمًا ما تتسبب في زيادة كبيرة لأسعار الكثير من المنتجات كالخضروات والفواكه، والدواجن خصوصا؛ نتيجة تعرض التجار لخسائر كبيرة، مشيرًا إلى أن المواطن دائمًا من يتحمل الضرر الأكبر، إذ يحتاج لشراء هذه السلع بشكل أساسي، حتى مع ارتفاع الأسعار، فإنه لا يمكنه الاستغناء عنها.