يبدو أن وزارة الصحة تحارب فيروس سي الكبدي بمزيد من الكوارث؛ بعدما ظهرت أثار جانبية خطيرة على المرضى ممن تلقوا عقار «سوفالدي» سواء المستورد منه أو المحلي، أبرزها فقدان بعض المرضى لبصرهم، بجانب حساسية الصدر وقرحة المعدة وغيرها. التقت «البديل» بالمريض بدر الجندي، الذى فقد نور عينه اليمني بعد تناوله العقار؛ ليروي مأساته، قائلا إنه تقدم للحصول علي العلاج من فيروس سي التابع للتأمين الصحي، وبالفعل صرف الكمية المناسبة لحالته، المكونة من ثلاثي «إنترفيرون، وسوفالدي، وريفابرين»، مضيفًا: «كنت أتلقي العلاج أسبوعيًا، وبعد الحقنة الثامنة، استيقظت من النوم، على وجود غمامة سوداء بعيني اليمني، وعندما توجهت إلي أطباء العيون، أكدوا أن حالتي نتيجة تلقي عقار سوفالدي المحلي»، لافتا إلى إصابة مرضى آخرين بحساسية علي الصدر وقرح بالمعدة؛ نتيجة تناولهم للعقار نفسه. وفي نفس السياق، قال ناصف شوقي، مريض فيروس سي، إنه تناول العلاج الثنائي «سوفالدي وريفارين» لمدة ستة أشهر، وقبلهما «إنترفيرون»، لكنه شعر بتعب شديد وقرحة في معدته، مؤكدا أنه أجرى تحليل بمعامل تابعة للتأمين الصحي، وتبين أن النتيجة إيجابية، أي أن الفيروس انتهي، لكنه كرر التحليل في معمل خاص، ليفاجأ باستمرار سريان الفيروس في جسده، كما أظهرت الأشعة زيادة نسبة التليف الكبدي، والطحال تضخم بنسبة 17 ونصف سنتيمتر، ما يوضح عدم إجراء تجارب على العقار قبل إعطائه للمرضى. كان المركز المصري للحق في الدواء تقدم ببلاغ إلى النائب العام يحمل رقم 658 ضد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة السابق، والدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية؛ بسبب تضرر الكثير من المرضي ممن تناولوا عقاري «سوفالدي». وقال محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء ل«البديل»، إن المركز بالفعل، تقدم ببلاغ للنائب العام؛ بعد تحرير عدد من المرضي توكيلات لهم؛ لمقاضاة المسؤولين عن الكارثة, مؤكدا أن ما تضرر منه المرضي هو العلاج الثنائي، ومتابعا: «لا تستخدم أي دولة في العالم ذلك العلاج الفتاك الذي أودي بالعديد من المرضي إلي الجحيم، فمنهم من فقدوا بصره، وبعضهم أصيب بأمراض أخري». ومن جانبه، أكد الدكتور محسن عماد، أخصائي أمراض الكبد، إن مصر اعتمدت العلاج بالعلاج الثنائي واستخدام عقار «سوفالدي» في مدة قصيرة، دون إجراء التجارب التي تستحقها خطورة العلاج، مضيفا: «بالفعل ظهرت بعض الأعراض الجانبية التي تطورت إلي أمراض مزمنة، بعد تلقي مرضي فيروس سي العقار المذكور، فحتي الآن، نحن كأطباء لا نستطيع تحديد صلاحية العقار الثنائي؛ لعدم وجود حصر دقيق لمن ظهرت عليهم الأعراض الجانبية». على الجانب الآخر، نفى الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، علمه بالبلاغ، ولم يصله أي إخطار من جهات رسمية بخصوصه.