«المورينجا».. الشجرة المعجزة في الغذاء والشفاء

المورينجا.. أحد النباتات التي احتفظ بزيتها قدماء المصريين في مقابرهم؛ لما تتمتع به من مزايا علاجية وبيئية، ويطلق عليها «غصن البان»، والمعروفة أيضا باسم الشجرة المعجزة.
وتعد «المورينجا» من أنجح الأشجار التي تزرع في الأراضي القاحلة، وتتحمل الجفاف والملوحة، وتمتاز بسرعة النمو، ويصل طولها إلى أكثر من مترين في حوالي شهرين، أو أكثر من 3 أمتار في أقل من 10 أشهر, خاصة في المناطق الزراعية الجديدة مثل سيناء والواحات البحرية وتوشكي ومشاريع الساحل الشمالي الزراعية، وأيضا يمكن أن تستخدم في تشجير الطرق وأمام المنازل وعلى حواف الترع؛ لأنها شجرة دائمة الخضرة وتعمل على تحسين خواص التربة، وتستخدم في عده مجالات أخري، مثل مكافحة «النيماتودا»، وتغذية الحيوانات، وتربية النحل، كما أنها مقاومة للأمراض ولا تصاب بالآفات.
تستخدم «المورينجا» كمكمل غذائي لما تحتويه من بعض العناصر والفيتامينات التي تفوق مصادرها المتعارف عليها، فأوراقها غنية بمادة «البيتاكاروتين» وفيتامين «أ» و«ج» والحديد والبروتين والبوتاسيوم والفسفور، وتشكل غذاء متكاملا في بعض مناطق إفريقيا، كما أثبتت التجارب أن إضافة أوراق «المورينجا» إلى غذاء النساء المرضعات أدى إلى زيادة إدرار الحليب لديهن، وعصيره يخفض ضغط الدم العالي، وفعال في إدرار البول.
وتحتوي الأوراق على سبعة أضعاف فيتامين «ج» الموجود في البرتقال، وثلاثة أضعاف محتوى الموز من البوتاسيوم، وأربعة أضعاف ما يحتويه الحليب من الكالسيوم، وأربعة أضعاف محتوى الجزر من فيتامين «أ»، وضعفا محتوى الحليب من البروتين، كما أنه غني أيضا بالأحماض الدهنية «اوميجا 3، اوميجا 6»، وبالتالي تقي من أمراض القلب والتهاب المفاصل، و«المورينجا» علاج فعال للانيميا، فبها ثلاث أضعاف الحديد الموجود في السبانخ.
تستخدم بذور شجرة «غصن البان» في مقاومة البكتيريا المسببة للأمراض الجلدية، كما تستخدم كمنشط جنسي، وتحتوي البذور على ما يقدر بنحو 35 %من مكوناتها زيت حلو المذاق غير لزج يستخدم في أغراض الطبخ، إضافة إلى كونه زيتا مهما في صناعة بعض العطور، وكريمات العناية بالشعر، وكمصدر للطاقة والوقود الحيوي.
وتستخدم «الشجرة المعجزة» في تنقية المياه بما تبقى من البذور بعد استخلاص الزيت، عن طريق إضافتها لخزانات المياه؛ لما لها من خاصية تجميع وترسيب الشوائب الصلبة العالقة بالمياه بما يشبه المصيدة، فيعمل على تنقية المياه من الشوائب والبكتيريا في آن واحد، وتستخدم في المناطق التي بها مياه ملوثة ولا توجد بها محطات تنقية خاصة في إفريقيا لتقليل الأوبئة والأمراض.
ويتميز زيت نبات المورينجا باحتوائه على مواد مضادة للبكتيريا، تستخدم في الأغراض الطبية والعلاجية، كما يتميز أيضا بعدم قابليته للتزنخ، واحتراقه بغير انبعاث دخان منه، وعدم وجود طعم مميز له، ما يجعله من أفضل، بل وأوائل زيوت الطعام.