اكتظت مكاتب البريد بمختلف مراكز محافظة المنيا، بآلاف الشباب من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة، وفي أيديهم خطابات تحمل عنوان «منحة الرئيس السيسي»، آملين في الحصول على وظيفة، قبل أن يتبين لهم أن الأمر برمته مجرد وهم كبير. فما إن ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي استمارة تحمل عنوان «حاملو الدبلومات الفنية والمهنية سنة 1997 إلى 2014- منحة السيسي للخريجين»، حتى سارع آلاف الشباب من القرى والمدن إلى مكاتب البريد للتقدم للمنحة، بهدف الحصول على وظيفة. خارج مكاتب البريد وقف بائع استمارات «منحة الرئيس»، في استقبال الشباب، سعر الاستمارة 3 جنيهات، يملأ المتقدم بياناته ويرسلها في صورة خطاب مسجل بعلم الوصول، قيمته 18 جنيها. مدير مكتب بريد المنيا الرئيسي، جلال محمد، قال ل«البديل»: حتى اليوم يحضر الشباب من القرى والمدن باستمارات المنحة، وبرغم توعيتهم بأن الموضوع لا يخرج عن كونه شائعة إلا أنهم يتشاجرون معنا، ولكن رفضنا تسجيل الاستمارات وإرسالها إلى الجهات المختصة منذ اليوم الأول لعدم وجود تعليمات رسمية بشأنها. وأضاف: أخطرت المحافظة ورجال المباحث لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ولا زلنا نخوض معارك ومشادات كلامية مع الشباب، لأننا نحرص على عدم استنزاف أموالهم في أمر لا صحة له. وقال اللواء صلاح زيادة، محافظ المنيا، إن هذه الاستمارات وهمية هدفها التربح، وأوضح أن أي تعيينات خاصة بالقطاع الحكومي تتم عن طريق مسابقات رسمية وإعلانات بالوظائف المطلوبة تطرحها الوزارات المختلفة من خلال الأجهزة التنفيذية والوحدات المحلية للمحافظة. وأضاف أنه أصدر تعليمات إلى رؤساء المراكز والأحياء والقرى بتوعية المواطنين وتحذيرهم من الانسياق وراء مثل هذه الشائعات التي يطلقها البعض لشراء تلك الاستمارات وتحقيق مكسب مادي، كما يتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على مطلقي الشائعة، فضلًا عن إخطار مكاتب البريد. مدير هيئة البريد السابق بالمنيا، وجدي عبد العظيم، قال ل«البديل»: لا أعلم شيئا عن هذه الاستمارات وما تحويه بداخلها فهي ليست مهمة البريد، ويقتصر دوره على إيصالها للجهة المرسلة إليها، مضيفا أنه سبق وتقدم مئات الآلاف من الشباب في مسابقات سابقة لهيئات وجهات مختلفة، منها المالية والسكك الحديدية والقضاء. عبد الحميد والي، أحد الشباب المتقدمين للحصول على المنحة قال ل«البديل»: كيف يخبروننا بأنها مجرد شائعات وعملية نصب بعد أسبوع كامل، أم أنهم اكتفوا بما تحصلوا عليه من أموال طائلة بسبب هذه الشائعة؟، فمنذ اليوم الأول تكدس الشباب على البريد تحت سمع وبصر المسؤولين كافة. بينما قال مكرم خليل، إن مثل هذه الأمور تزيد من آلام الشباب، لكونها تتلاعب بأحلامهم وطموحاتهم، وتساءل: أين كانت المحافظة منذ اليوم الأول من تكدس مكاتب البريد بالشباب؟.