قال موقع بي بي سي نيوز: إن هناك محاولات يائسة للتوصل إلى اتفاق في قمة الأممالمتحدة حول تغير المناخ في باريس، والتي تدخل يومها المقرر النهائي، وتضم وفودًا من 196 بلدًا، يمكن أن تغير مستقبل هذا الكوكب تغييرًا جذريًّا. واتخذت 54 دولة إفريقية موقفًا موحدًا، داعية إلى اتفاق للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5C فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية هذا القرن، وهو هدف أكثر طموحًا، ينظر إليه عادة باعتباره بوابة لظاهرة الاحتباس الحراري الخطيرة، ومن المتوقع أن تكون إفريقيا أكثر القارات تضررًا من تغير المناخ في العالم، مع زيادة في حالات الجفاف الشديد والفيضانات والعواصف المتوقعة أن تهدد صحة السكان والاقتصادات على حد سواء. وأضاف الموقع أن هناك واحدًا من كل أربعة أشخاص بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعيشون في فقر مدقع، ومئات الملايين من الناس ليس لديهم نفس شبكة الأمان الموجودة بالدول الصناعية الأكثر ثراء. ويقول العلماء: انبعاث الغازات الدفيئة السنوية في العالم مسؤول عن ظاهرة الاحتباس الحراري خاصة في إفريقيا، وتابع: تلك الظاهرة تعمل على صعوبة الزراعة، خاصة بعض المحاصيل الرئيسة مثل القمح والأرز والذرة. على سبيل المثال، يتوقع بحلول 2050 انخفاض غلة الذرة بزيمبابوي وجنوب إفريقيا بنسبة أكثر من 30٪، حيث تكافح تلك البلدان أسوأ موجة جفاف منذ 30 عامًا، وكذلك تواجه ناميبيا المشكلة ذاتها في معركة الجفاف، وأيضًا إثيوبيا التي تتعامل مع أسوأ موجة جفاف منذ عقود. وأضاف الموقع: أن العلماء يتوقعون بحلول عام 2100، فإن تشاد والنيجر وزامبيا قد يفقدون عمليًّا القطاع الزراعي بأكمله نتيجة لتغير المناخ، وهذا السيناريو يبعث على القلق، خاصة عند النظر إلى أنه وفقًا للبنك الدولي، والزراعة توظف اثنين من كل ثلاثة أشخاص في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتمثل ثلث الناتج المحلي الإجمالي. وإذا كان التغير المناخي يعني أنه لم يعد من المنطقي أن تنمو الذرة في مناطق معينة نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، وهطول الأمطار بشكل متقطع، فإن ذلك سينتج منه سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، التي أصبحت واحدة من التهديدات الرئيسة لتغير المناخ. وتقول تقارير العلماء: في مالي بحلول عام 2025، من المتوقع أن يعاني 250 ألف طفل من التقزم؛ نتيجة لسوء التغذية المزمن، ورغم أن معدل سوء التغذية بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يتزايد إلَّا أننا نجد أن هناك أيضًا مجملًا سريعًا في تعداد المواليد بالعقود الأخيرة. وتابع الموقع: بحلول عام 2050 من المتوقع أن يتضاعف سكان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى 1.9 مليار من سكان إفريقيا، وهذا يعني المزيد من الأفواه التي تحتاج للطعام، خاصة أن مرض الملاريا ونقص المياه من المشكلات التي تحيق بالقارة وتهددها، وتتضافر مع تغير المناخ والنمو السكاني لتضع القارة في موقف صعب من الجوع والتدهور والفقر والمرض.