على مايبدو أن قيام روسيا بالتدخل عسكريا وتشكيل تحالف مع سوريا لمواجهة ورقة داعش الغربية شكل مصدر قلق كبير للدول الغربية خاصة واشنطنوأنقرة، فأوراق التآمر الغربي والإقليمي بدأت تتساقط الواحدة تلو الأخرى. القصف الجوي الروسي لإرهابيي واشنطن وحلفائها شكل صفعة كبيرة لهم وكشف الكثير من خفايا الارتباط الوثيق بينهم وبين الإرهابيين في سوريا، وعلى وجه الخصوص "أردوغان" الذي شكل قصف روسيا لمرتزقته كابوسا وصدمة موجعة له، فبدأ يتخبط هنا وهناك ويطلب العون من حلفائه الأوروبيين وحلف الناتو علهم يجدون له مخرجا من هذا المأزق الذي وضعته فيه روسيا. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إنه منذ القدم تركياوروسيا أعداء، فإذا نظرنا إلى التوتر الذي جاء عقب إسقاط أنقرة الطائرة الروسية سنجد أن هذا العداء تقليدي، وترى الصحيفة أن ما حدث في فبراير 2014، كان حدثا استثنائيا حين طرح الرئيسان الروسي "فلاديمير بوتين" والتركي "رجب طيب أردوغان"، صورة ودية في مدينة سوتشي على البحر الأسود، مما شكل تحديا أوروبيا، ولكن هذه الصورة كانت استثناء. وتشير الصحيفة التركية إلى أنه قبل شهرين ذهب "أردوغان" إلى موسكو لافتتاح مسجد، ولكن هذا العداء لم يكن واضحا بشكل كبير، حيث ظهر بعد تدخل روسيا عسكريا في سوريا، ووصل ذروته مع إسقاط تركيا للطائرة الروسية، وتلفت الصحيفة إلى أن "لافروف" اتهم تركيا بتخطيطها للهجوم، مما يكشف نوايا تركيا الخاصة، موضحة أن سياسات القرن ال19 بدأت تعود بخلفياتها التاريخية، فقد خاض الروس والأتراك حربا خمس مرات ضد بعضهم، وكانت حرب القرم مشابهة للوضع الحالي، واندلعت لتواجد الروس في منطقة الشرق الأوسط، كما هو الحال اليوم، كما تحالفت الإمبراطورية العثمانية مع انجلترا وفرنسا لهزيمة روسيا. وتعتقد الصحيفة أن الحرب الأهلية السورية أصبحت قضية مربحة جدا لأوروبا، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية يمكنها توفير مبالغ تصل إلى 350 مليار دولار سنويا من هذه الحرب، بالإضافة إلى انخفاض سعر النفط والغاز الطبيعي الذي يعد أمرا لا يبشر بالخير لروسيا، والآن سوف تستفيد الدول الأوروبية من العداء التركي – الروسي، كما فعلت في حرب القرم، وهنا الخاسر الأكبر هو روسيا تليها تركيا.